وهتفت زينب: ابق أنت ودعني أذهب إليهم.
فأزاحها عن طريقه، دس قدميه في المركوب، انطلق مثل عاصفة.
19
ملأ هيكله فراغ الباب. اتجهت نحوه أبصار السكارى المطروحين على الجانبين. وثب نحوه درويش وهو يهتف: سيهدم أولادك المكان!
رأى هبة الله ملقى على الأرض بلا حيلة. رأى حسب الله ورزق الله مشتبكين في صراع حقود، على حين انطرح السكارى غير مبالين. صاح بصوت فظيع: تأدب يا ولد!
انفصل الشابان وهما ينظران نحو مصدر الصوت برعب. بظهر كفه لطم الأول فالثاني فتهاويا فوق الأرض التربة العارية. وقف يقلب عينيه في الوجوه متحديا فلم ينبس أحد. قذف درويش بنظرة متحجرة وصاح به: ملعون أنت وملعون جحرك الموبوء!
عند ذاك ظهرت فلة لا يدري من أين جاءت وتمتمت: إني بريئة!
وقال درويش: إنها تقوم بالخدمة ولكن أولادك طمعوا فيها!
فصاح به: اخرس يا قواد!
فتراجع درويش قائلا: سامحك الله. - في قدرتي أن أهدم هذه البؤرة فوق رءوسكم.
अज्ञात पृष्ठ