فتساءلت بدورها: ماذا تريدني أن أفعل؟
فقال بحزم: اليد البطالة نجسة!
16
هكذا سرحت زهيرة بالملبن وبراغيث الست. ارتدت جلباب العمل الأزرق يغطيها من العنق حتى الكاحل، وخطرت وهي تنادي: الملبن يا أولاد!
بانطلاقها إلى الطريق اكتشفت ذاتها. تنبهت إلى سحرها وقوتها. الأعين تلتهمها، الألسنة تتغنى بالثناء عليها، منظرها يبعث السحر ويخلق الحركة. إنها قوية مدللة بالطبيعة والناس. وهي تقابل الغزل بالترفع والكبرياء، وتزداد تيها وثقة بالنفس.
17
وتوثقت العلاقة بينها وبين عبد ربه. في الأعماق هو رجلها وهي معبودته. يعاملها بتقاليد الرجولة ولكنه يجدها صلبة بقدر ما هي محبة، غضوبة أحيانا بقدر ما هي مخلصة. وأنجبت له «جلال» فسرى رحيق الأمومة في أعطافها وتلقت سعادة جديدة.
18
وكان عبد ربه الفران يحمل الخبز إلى دار رئيفة هانم، فسألته ذات يوم: لماذا تترك زوجتك تسرح في الطريق؟
فقال الرجل بتسليم: الرزق يا ست هانم. - الرزق متعدد السبل، إني امرأة وحيدة وفي حاجة إلى وصيفة، وخدمتي توفر رزقا أكثر، وتقي من شر الطريق.
अज्ञात पृष्ठ