246

हराफिश

الحرافيش

शैलियों

ثم مواصلا بنبرة من قرر أن ينهي الموضوع: لقد وعدتها بالموافقة فضلا عن أنها صاحبة الحق الأول في ذلك.

12

جهزتها عزيزة هانم بالفراش والثياب والنحاس. دائما كانت تردد: يا للخسارة!

وكان عزيز يحتسي قهوة الصباح قبيل ذهابه إلى المحل عندما جاءته عزيزة بزهيرة لتودعه شاكرة ضيافته لها قبل مغادرتها الدار. دخلت الأم وهي تنادي: تعالي يا زهيرة لتقبلي يد سيدك.

وهمس عزيز معترضا: ما ضرورة ذلك يا أمي؟!

دخلت الفتاة مسربلة بالحياء والارتباك، ثم وقفت عند الباب. نظر نحوها مشجعا. ثبت بصره عليها ثواني، ثم سرعان ما استرده. فر ببصره. حافظ على وقاره الظاهر تحت عيني أمه وزوجته. كتم الدهشة في أعماقه. دهشة عنيفة جامحة. كيف دفن هذا الكنز في جناح أمه؟ كيف أخفي سره عنه؟ إنها قوام رشيق لا يتأتى لراقصة، وصفاء بشرة لا يحظى به بشر ، وفتنة عينين مسكرة مخدرة. إنها روح الجمال الفتاك. لحظ ألفت هانم فوجدها منهمكة في إرضاع طفل، فتمالك نفسه وقال متشبثا بالنجاة: مبارك عليك يا زهيرة.

فقالت عزيزة: قبلي يد سيدك.

مد يده. اقتربت حتى اجتاحته رائحة القرنفل المتطايرة من شعرها الفاحم المسترسل. شعر بانطباع شفتيها فوق ظاهر يده. خطف منها نظرة أخرى وهي راجعة، وسرعان ما دهمه إلهام بأنه سيرى ذات يوم معجزة.

13

من عادته صباحا أن يمضي بالدوكار إلى الحسين فيقرأ الفاتحة، ثم يميل إلى السكة الجديدة فالصاغة فالنحاسين، ثم ينتهي إلى المحل. فقد نفسه طيلة الطريق. روحه تهيم في سموات ويبقى جسده في الدوكار بلا روح. هل عرف أخيرا لم تشرق الشمس؟ لم تتألق النجوم في الليل؟ عم تفصح أناشيد التكية؟ لم يتعذب المجانين بالسعادة؟ لم نحزن للموت؟ وتمر عشرة أعوام وهذا الجمال يتنفس في كنفه! كيف غاب السحر عن أمه وزوجته؟ هل تفطن البنت إلى ثرائها؟ أهي مثل الريح تزعزع الأركان بلا تيه؟ هل جنت الأم لترحب بعبده الفران ذلك الترحيب الأعمى؟ هل بوسعه أن يحول بين المطر وبين أن ينهمر؟ يا لتعاسة القلوب الغافلة!

अज्ञात पृष्ठ