ومضى درويش نحو القبو صامتا، على حين تهادى من التكية صوت عذب ينشد:
زكريه مردم جشم نشسته در خونست
14
رأى عاشور وهو ينطلق بالكارو جماعة تتجمهر في خرابة على كثب من مدخل الحارة، وعندما اقترب منهم وضح له أنهم عمال بناء يحدقون بأكوام من الصفائح والأخشاب وسعف النخل، ورأى بينهم درويش زيدان. انقبض صدره وقال إن الرجل يشيد لنفسه مأوى. وصاح به درويش حين مر به: إني أبذل ما في وسعي لخدمتكم.
فقال له بجفاء: حسن أن يكون للإنسان بيت. - بيت؟!
وضحك درويش ضحكة عالية، ثم واصل: سيكون بيت من لا بيت له!
15
وقال حسب الله لأبيه عاشور: وضح الأمر، الرجل يبني بوظة!
فذهل عاشور متسائلا: خمارة؟!
فقال رزق الله: الجميع يقولون ذلك.
अज्ञात पृष्ठ