20
وجاءت أخبار مؤكدة بأنه قد صدر عليه حكم غيابي بالإعدام. وقال له خضر: بات الهرب واجبا لأكثر من سبب.
إنه يختنق تحت ضغط الظلم والحنق. عاد خضر يقول: يجب أن تمر خمسة عشر عاما قبل أن يعثر عليك أحد.
وقال له رضوان: الحكومة تجد في أثرك، وأعداؤك يجدون. احذر بصفة خاصة حمودة ودجلة وعنتر وفريد فقد كانوا على رأس الشهود.
آه! متى يقف على قدميه؟ متى تخف آلامه؟ متى ينسى أنه نكص عن نجدة مهلبية؟ متى ينزل انتقامه بأعدائه؟ ومتى كيف يفلت من حبل المشنقة؟
وعانى آل الناجي شر معاملة، حتى الفقراء والحرافيش منهم لم يسلموا من الأذى. ثمة غلمان قذفوا خضر بالطين. نهبت عربة له محملة بالغلال. كانوا يأوون إلى بيوتهم مع المساء، غير أن خضر لم يغال في التشاؤم، وقال: سوف يذعنون في آخر الأمر لسحر النقود.
21
بتماثله إلى الشفاء الكامل نبض قلبه بدم جديد. جعل يفكر في المستقبل ويرسم الخطط. لا مسرة في الطرق حقا ولكنه لم ينهزم. ودب من جديد في أعماقه حب الحياة. اجتاحته رغبة ملهمة. تحفز للعناد والإصرار والبقاء.
22
عندما عدى النيل آمن بأنه انتقل إلى وطن جديد. كاد وجهه أن يختفي وراء لحية مسترسلة ولاثة تطوق الرأس فوق الحاجبين. أصبح اسمه بدر الصعيدي، وحرفته بيع التمر والحلبة والعدس. أقام في بدروم ببولاق وعرف بسلوك عذب.
अज्ञात पृष्ठ