فقال متجهما: أعوذ بالله! صارحيني كأخ.
فقالت بنبرة قاطعة: كلا، إخوتي هناك في الدار الأخرى. - ولكني أخوك أيضا. - كلا، ولكن لم لا تسمع القصة من أولها؟
فقال بتلهف: إني مصغ.
فقالت بقلق واضح: حدث وأنا بنت في دار أبي أنني رأيتك مرة، ومرة على تباعد في الزمن، وسمعت من يقول إنك ابن الفتوة سليمان الناجي.
هز رأسه صامتا، وتلقى في الوقت نفسه رسالة مقلقة من المجهول. أما رضوانة فواصلت حديثها: لم أر بكر أبدا، هكذا حدث، لم أعرف حتى إن لك شقيقا، فلا لوم على أحد.
ازدادت نذر المجهول، نفثت المخاوف في الجو المعبق بالبخور، استحضر صورة بكر وأمه وأبيه، جاءت الأسرة لتسمع القصة العجيبة. - لماذا لا تتكلم؟ - إني أصغي.
فقالت ضاحكة في ارتباك: ولكن القصة انتهت. - ولكني لم أفهم شيئا. - إنك لا تريد أن تفهم.
فقال بيأس خفي: كلا.
فقالت وهي تحدجه بنظرة ماكرة وجريئة: سأجاريك ليس إلا؛ ذات يوم أخبرتني أمي أن سنية هانم السمري خطبتني لابنها.
رفعت عينيها إلى السقف حتى ترامى جيدها كالشمعدان الفضي. شيء هتف به أن الجمال الآسر قد خلق للقتل، وأن الأسى أثقل من الأرض وأشمل من الهواء، وأن الإنسان لا يتنفس بحرية إلا في منفى الهجر.
अज्ञात पृष्ठ