فتمتم سليمان بارتياع: ذاع السر لهذا الحد؟ - الحب ذو رائحة نفاذة! - ماذا يقول الناس؟ - وماذا يهمنا من الناس؟ - ماذا يقول الحرافيش؟
فقال عتريس باندفاع: اللعنة على الحرافيش، أما أعوانك المخلصون فسيرقصون طربا.
فبادره سليمان عابسا: أخطأت التصور يا عتريس، سليمان الناجي لن يتغير.
فانطفأ تألق الآخر وقال: هل تشرك الهانم في بدروم فتحية؟ - أيا كان الحل فسليمان لن يتغير. الحق أنكم تضيقون بالعدل ضيق الوجهاء. - معلمي، من من الفتوات يرضى بما نرضى به من العيش؟!
فقال سليمان بإصرار: سليمان لن يتغير يا عتريس!
7
حمل سعيد الفقي رغبة سليمان إلى السمري، وسرعان ما قوبلت بالرضا. كان السمري في أعماقه يحتقر سواق الكارو وأصله، ولكنه كان يتطلع إلى مصاهرة الفتوة الجبار سيد الحارة وشاكم الأغنياء. ورجا رجاء واحدا أن يخصص لكريمته جناحا في داره حتى يشيد لها دارا مناسبة، فلم يعارض سليمان في ذلك. وصعقت فتحية وبكت، ولكنها سلمت بالمقدر. وفرح السادة وتوجس الحرافيش، ولكن سليمان أعلن أنه لن يتغير.
وشهدت الحارة زفافا لم تشهد له مثيلا من قبل.
8
هكذا ربطت المصاهرة بين الفتوة سليمان وبين الوجيه السمري. وقال عنها شيخ الحارة سعيد الفقي: مصاهرة مباركة بين الفتونة والوجاهة.
अज्ञात पृष्ठ