ودهمه البكاء مجردا، ولكن لم تسل من عينيه دمعة واحدة.
53
تناوبت زوجات أبنائه خدمته. لم يخل البيت من أصوات وأنفاس، ولكنه كان يناجي نفسه: ما أفظع وحدتي!
لم يحزن لموت عجمية كما توقع. شعر بأنه على بعد خطوات قلائل منها. الحزن في مثل سنه لا يعني شيئا. إنه لا يخشى الموت ولكن الضعف يخشى. أصبح طاعنا في السن، وسيجيء يوم لا تبقى له فيه من الفتونة إلا الاسم والذكرى.
وقال له بكريه سماحة وكان قد جاوز الخمسين: من حقك أن تخلد إلى الراحة.
وأكثر من واحد قال: ستجدنا جميعا في خدمتك.
فتساءل محتدا: ماذا تريدون؟
فلم ينبس أحد فقال: لولا ثقتي بقوتي لاعتزلت!
فقال سماحة: دع سليمان يحمل العبء.
ولكن سليمان بادره: ما زال أبي هو الأقوى.
अज्ञात पृष्ठ