हक़ीक़त: एक बहुत छोटा परिचय
الحقيقة: مقدمة قصيرة جدا
शैलियों
وهم اليد المطاطية
لعمل تجربة وهم اليد المطاطية بالمنزل، سوف تحتاج ليد مطاطية، وقطعة من الورق المقوى، وفرشاتي رسم، إذا وجدت من الصعب الحصول على يد مطاطية (ثمة نوع رخيص مصنوع خصيصى لتمرين مقلمات الأظافر) يمكنك الاستعانة بقفاز مطاطي منفوخ. ضع اليد على مائدة أمامك و(بافتراض أنك تستخدم يدا مطاطية يسرى) ضع يدك اليسرى على يسارها. ضع قطعة الورق المقوى بحيث تصنع حاجزا، فلا ترى سوى اليد المطاطية دون رؤية يدك الحقيقية اليسرى. والآن استعن بمساعد كي تربتا على اليد الحقيقية واليد المطاطية بالفرشاتين في الوقت نفسه وفي الموضع نفسه. بعد حوالي دقيقتين، من المرجح أن تشعر بالإحساس الغريب؛ أن ثمة ضربات على اليد المطاطية، بل إنك قد تشعر بوجود «ذراع افتراضية»، أو على الأحرى شيء يوصل بين اليد المطاطية وجسمك.
شكل 3-2: وهم الجسم الافتراضي.
فإذا جعلنا شخصا يربت على ظهره الآن، بمعنى إذا شعر المشارك بأن هناك من يربت على ظهره وفي الوقت نفسه رأى أن هناك من يربت على ظهر الشخصية الاعتبارية الماثلة أمامه، فسوف يخبرنا أنه يشعر بأن الشخصية الاعتبارية الماثلة أمامه هي جسده هو شخصيا؛ وسوف يتوحد معها ويحاول «القفز بداخلها».
يحدث الوهم نفسه إذا وجهنا الكاميرا نحو التمثال (ج) بدلا من جسمك. يبدو أن لدينا هنا جسدا كاملا مكافئا لوهم اليد المطاطية وحالة صادمة للغاية لتعيين موقع النفس خارج أجسادنا. ومن الغرابة بمكان أننا لا نعين موقع أنفسنا في مركز منظورك البصري (أي في مكان الكاميرا) وإنما في مكان صورة الجسد المدركة الماثلة أمامنا.
في حين أنه من الغريب أن نشعر بأحاسيس في يد مطاطية لا تحتوي على أي أعصاب، فمن الأغرب أن نشعر بها في يد غير موجودة أساسا؛ وهذا يحدث لمبتوري اليد الذين يعانون من مرض الطرف الشبحي؛ فهم لا يشعرون بوجود الطرف المبتور فحسب، بل إنهم في الغالب ينتابهم إحساس أن هذا الطرف غير الموجود أساسا ملوي في وضع مؤلم ولا يمكن تحريكه على الإطلاق ؛ مما يسبب ألما شديدا للمريض. وجود الأطراف الشبحية يسبب إشكالية أمام الرأي القائل بأن النفس موزعة في الجسد كله، وتقع في كل مكان تستطيع الشعور به؛ لأن الأمر يبدو الآن وكأن النفس تتسرب على نحو ما من أجسادنا وتشعر بأشياء في مواضع لا تشغلها أجسادنا.
إذا كنا نشعر بأجساد مصنوعة من مواد غير حية، أو نشعر بأحاسيس في أجزاء من الجسد لم تعد موجودة، فمن الواضح إذن أن وجهة النظر القائلة بأن النفس تقع في مكان ما داخل الجسد بعيدة كل البعد عن أن تكون وجهة نظر مؤكدة. وليس ثمة ضرورة منطقية ولا نفسية (وإذا أمكن في وقت من الأوقات تحقيق السيناريو المطروح في قصة دينيت، فليس ثمة ضرورة عملية) تجبرنا على أن نحدد موضع أنفسنا في المكان نفسه لأجسادنا التي تدعم وجود حياتنا العقلية. بل في الحقيقة، يبدو أننا نخلق نموذجا معرفيا، أو محاكاة، لجسد نضع فيه أنفسنا. وهذا النموذج يمكن أن يتضمن أجزاء مصنوعة من مواد غير حية، مثل اليد المطاطية، وكذلك ظاهرة غير الموجود، مثل الأطراف التي لم تعد جزءا من الجسد. إن موقع النفس ليس شيئا نجده في العالم من حولنا، بل هو شيء نصنعه بأنفسنا إلى حد بعيد.
إن السؤال: «أين أنا؟» يسبب العديد من المشاكل المحيرة، وللأسف ليس السؤال «متى أنا؟» بأفضل منه حالا؛ فالإجابة المباشرة الواضحة عليه هي أن نقول إننا نوجد على نحو مستمر من لحظاتنا الواعية الأولى في أرحام أمهاتنا إلى وفاتنا (وربما بعد ذلك، إذا كنت مؤمنا بالحياة الآخرة). ومع ذلك، ففي أثناء الثمانين عاما أو نحوها التي توجد خلالها نفوسنا المستمرة، تمر أنفسنا ببعض التغييرات الجوهرية؛ تغييرات جسدية، وأيضا تغييرات في المعتقدات والإمكانيات والرغبات والأمزجة. النفس السعيدة اليوم لا يمكن أن تكون هي نفسها النفس التعيسة للأمس؛ نظرا لاستحالة أن تكون سعيدة وتعيسة في الوقت نفسه. ولكننا بالتأكيد نملك النفس عينها اليوم وأمس.
يمكننا حل هذه المشكلة بافتراض أن النفس شيء أكثر جوهرية، شيء مستمر وثابت له كل هذه الخصائص المتغيرة، ولكنه يبقى على حاله دائما. وكالخيط الذي يمر عبر كل حبة لؤلؤ في عقد من اللؤلؤ، تمر النفس عبر كل لحظة من حياتنا، لتجعلها متماسكة وجوهرية. والعقبة الوحيدة التي تواجه هذه الرؤية للنفس هي أنها لا تستطيع امتلاك معظم الخصائص التي نظن عادة أنها تجعلنا ما نحن عليه؛ فكونك سعيدا أو تعيسا، وكونك تتحدث الصينية، أو تفضل الكرز على الفراولة، بل حتى كونك واعيا، كل هذه الحالات قابلة للتغير ولا يؤثر غياب إحداها على النفس، تماما كما لا يؤثر غياب حبة لؤلؤ مفردة على العقد، ولكن ذلك يجعلنا غير مستوعبين للسبب الذي يجعلنا نولي هذه المكانة الرئيسية لمثل هذه النفس الصغرى في حياتنا. فإذا كان كل شيء يحدث في حياتنا العقلية لا يؤثر إطلاقا على النفس، فما فائدة هذه النفس؟
لنعرض الفكرة بطريقة مختلفة؛ افترض أن أحدهم عرض عليك عقارا يدمر النفس تماما ولكنه لا يؤثر إطلاقا على معتقداتك ورغباتك وتفضيلاتك وما إلى ذلك، فهل ثمة مشكلة في أن تتعاطى هذا العقار؟ سيكون هذا العقار أفضل حتما من عقار يدمر كل معتقداتك ورغباتك وتفضيلاتك، إلخ ... دون أن يمس نفسك إطلاقا. ولكن هذا قد يثير شبهة أن النفس عند فهمها بهذه الطريقة ليست هي الشيء الذي نهتم بشأنه، وإنما ما نهتم بشأنه حقا هو محتوى حياتنا العقلية. علاوة على ذلك، إذا افترضنا أنك لا تستطيع أن تميز من داخلك الفرق بين إن كنت قد أخذت العقار أم لم تأخذه، فهل يمكن أن تكون قد تعاطيت العقار دون أن تعرف؛ ومن ثم لم تعد لديك نفس الآن؟ هل يجب أن تقلق بهذا الشأن؟ إن افتقارك لأي خبرة سابقة بسبب كونك مخلوقا مجردا من النفس بفعل تعاطي عقار ما لا يمكن أن يحدث ما لم تكن ثمة خبرة محددة «عن النفس»، منفصلة تماما عما يحدث في عقولنا، وهذه الخبرة مستمرة دون تغيير أثناء حياتنا اليقظة وحتى نومنا وفي الغيبوبة العميقة. ولكن مثل هذه الخبرة غير موجودة، وقد أوضح الفيلسوف الاسكتلندي ديفيد هيوم هذه الفكرة على نحو جلي حين قال:
अज्ञात पृष्ठ