नीला बैग
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
शैलियों
فانتفض الشيخ نفضة ضعيفة جدا، واعتدل في مجلسه وقال: لا. وإنما أسمع باسم خالك المستر هوكر، أليس هو صاحب معمل القطن في شارع ب؟! - نعم هو. - هو مثر كبير. - نعم، ألعلك تعرف أبي؟ - ربما. لا أتذكر جيدا؛ لأني برحت لندن منذ عشرين عاما إلى ليفربول، ومنذ خمسة أعوام عدت إلى هنا وفتحت هذا الحانوت. - ولكني أراك تدقق في التسآل، كأن لك سابق معرفة بأبي أو بخالي.
فقال الشيخ متلجلجا: كلا، وإنما استغربت كيف أن أباك خامل الذكر، وأمك من أسرة غنية؛ ولهذا تطرفت بالسؤال. - ذلك ما لا أدريه وهو بالحقيقة يوجب الاستغراب. - ألا تعرف أحدا من أقارب أبيك؟ - كلا ولا سمعت عن أحد منهم. - عجيب. أما خطر لك أن تستفهم عن نسب أبيك؟! - ربيت في بيت خالي، ولم يدعني داع للبحث عن أهل أبي. - ولكن إذا لم يدعك داع لذلك، أفلا تسأل وتبحث من قبيل العلم بالشيء؟
فخجل إدورد بعض الخجل من هذا التأنب اللطيف، ورأى أن المستر داي محق به، فقال: ربما أنتهز فرصة مناسبة لتحقيق ذلك إن شاء الله. - تفعل حسنا.
وبعدما انتهى إدورد من تناول الطعام دفع الثمن أضعافا، فرده الشيخ داي إلا الثمن المعتاد فأخذه، فعجب إدورد من ذلك لأنه كان ينتظر أن يطالباه بأجرة باهظة جزاء خدمتهما له، فقال لهما في هذا الشأن. فقالا إنما فعلنا واجبا، والواجب لا يستحق أجرة. فقال: بماذا أكافئكما إذن؟
فانفرد به الشيخ قائلا: إن كنت تشاء أن تتفضل علي بمعروف، فانظر خدمة لابني هذا في منزلكم العامر؛ لأني أحب أن تتدمث أخلاقه في منازل الكبراء، وإلا فإذا بقي هنا وهو لا يرى إلا بعض الزراع شب شرس الخلق خشن الآداب، وإن كان قد تلقن مني المبادئ القويمة. - أرسله إلينا في أول فرصة في شارع ب. نمرة 265، وأنا أكلم خالي بأمره.
ثم شكر إدورد لهما فضلهما، وأثنى عليهما ثناء طيبا وودعهما وركب مركبة عابرة ومضى.
وبالفعل ذهب الفتى هنري داي إلى منزل المستر هوكر بعد أسبوع، وتعين رقيبا على المطبخ، ونيط به شراء لوازم الطعام.
الفصل الثامن
حديث قلبين
أما إدورد فمكث بضعة أيام في البيت يعالج جرحه ورضوضه، وأليس تؤانسه وتلاطفه وتعنى به، وتتودد وتتحبب إليه جهدها، وإدورد يعترف لها بحبه الأخوي ولا يزيد، حتى ضاقت ذرعا. وكان المستر هوكر متنحيا عن هذا الموضوع، كأن لا علم له بما يجري بينهما من المحاورات، ولكنه لم يأل جهدا في ملاطفة إدورد والتحبب إليه، وكان ينصح له أن يتمرن على الشغل معه؛ ليتولى إدارة أشغاله كلها بعد حين، وأما إدورد فكان يعير كل تلك الأحاديث الأذن الصماء؛ لأن قلبه مضطرم بحب لويزا ولبه منشغل بها.
अज्ञात पृष्ठ