नीला बैग
الحقيبة الزرقاء: رواية عصرية أدبية غرامية
शैलियों
واغرورقت عيناها بالدمع؛ فأدرك إدورد تمام قصدها. - أولم تحبيني قبلا تمام الحب يا أليس؟ - نعم أحببتك من كل قلبي حبا تاما. - فكيف احتمل حبك المزيد إذن؟
فهمست أليس لنفسها والعرق يندى على جبينها قائلة: لا أدري. - وأنا أحببتك من كل قلبي، ولا أزال أحبك. - ولكن ...
فصمت إدورد هنيهة كأنه يريد أن يختم هذا الحديث؛ لأنه خاف أن ينتهي بما يكدرها أو يكدره، وقد تعذر عليه وهو مرتبك أن يتخلص إلى حديث آخر، فعادت أليس إلى «لكن». - لكن، أود أن تعرف يا إدورد أن حبي لك الآن يختلف عن حبي لك قبلا. - مهما يكن فهو حب يا أليس، وأنا أحبك قدر حبك لي بل أزيد. - كلا يا إدورد، حب الشبيبة يختلف جدا عن حب الصبوة، ألا تعترف بذلك؟ فأي حب تحبني أنت؟
وكان صوتها يرتجف شيئا ، ولكنها كانت تتذكر كلام أبيها الآخر لها؛ فتتشجع في الحديث. - نعم أعلم أن المحبة تنمو مع السن فتصير أسمى وأشد إخلاصا، فأنا أحبك حبا يسابقني في النمو يا أليس.
فتململت من زيغانه عن المعنى الذي كانت تحوم حوله وتحاول أن تجتذب ذهنه إليه؛ فلم يجتذب، وعادت تتلمظ الطعام بسرعة كأنها أفحمت، ولم يعد أمامها مجال للحديث، فابتسم إدورد لفوزه في هذه المحاورة، ونشط إلى استئنافها لكي يتغلب تمام الغلبة ولا يدع بابا مفتوحا تدخل فيه أليس إلى هذا الحديث في حين آخر. - إني لأعجب كل العجب يا أليس من تعمقك في البحث عن حبي لك، كأنك تشكين فيه، وما كنت أظنك تشكين مهما طال عليه العهد وتغير الزمان، ولا أرى موجبا لهذا الحديث الآن.
قال هذا الكلام وعلى محياه لمحة الجد؛ فتكلفت أليس الابتسام كأنها تتلافى عبوسته وقالت: لم أشك يا إدورد بحبك لي وليس غرضي أن أتحققه، وإنما بغيتي أن أكشف لك سر فؤادي لتعلم أن حبي لك الآن ليس كحبي لك في الماضي ...
وتوقفت على عزم أن تستمر في البيان، فأجابها في الحال: أعلم أنه صار أقوى مثلما صار حبي لك. - ليس تغيره من حيث القوة يا إدورد، بل من حيث النوع. - لا أعلم كيف الحب يتنوع! - أنت شاعر وعلامة فكيف لا تعلم تنوع الحب؟ كيف تشعر بالحب؟ وإذا كنت لا تشعر بأنواعه فكيف تنظم؟ أنا أعلم أن الشعر من الشعور، فلا أصدق أنك تجهل أن الحب أنواع يختلف بعضها عن بعض كل الاختلاف. - مثلا؟
قال إدورد هذه الكلمة بلهجة التهكم، كأنه يهزأ من فلسفة أليس، ويأمن فوزها عليه في الجدال وإفحامها إياه. - أتريد أن أضرب لك مثلا على تنوع الحب؟ أم أن أفصل لك أنواعه تفصيلا؟ - أكتفي بالمثل ومنه يتضح التنوع. - صدقت، ألا تعتقد أن حب الزوجين نوع، وحب الأخوين نوع، وحب الآباء للأبناء نوع، وحب الأصدقاء نوع ... إلخ؟
فضحك وقال: وهل هناك أنواع أخر أيضا؟ - نعم ولا داعي لعدها كلها. - وأي نوع من هذه يجب أن يكون حبنا يا أليس؟ - لا تقل يجب؛ لأن ليس في الحب وجوب بل قل أي نوع هو. - أي نوع هو؟ - هذا ما أسألك إياه. - أيكون حبنا غير حب الأخوين العزيزين يا أليس؟! أو هل من حب أسمى وأقوى من هذا الحب؟
وكان هذا الكلام كومضة كهربائية عبرت في بدن أليس؛ فزلزلت عظامها ونفضت عضلاتها، وكادت تجمد الدم في عروقها، فشددت قلبها وطرحت نقاب الحياء عن محياها معتقدة أنها لا تأثم بهذا الإفصاح. - نعم يكون يا إدورد. وأود أن تعلم أن حبي لك حب فتاة لشاب، وهو أقوى جدا من حب الأخوين والأبوين، بل أقوى من كل حب حتى من حب الزوجين. أما أدركت ذلك؟
अज्ञात पृष्ठ