302

وروي أيضا الخبر المشهور: ((تقربوا إلى الله بإكرام البهائم )). وروي النهي عن الإغراء بين البهائم. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى حمارا موسوما في وجهه فلعن من وسمه. فدل ذلك على أنها تألم، وذلك بين مشاهد، فصح أن الله تعالى يعيضها بما سخرها للناس وذللها لهم وملكهم إياها، ولو لم يعضها بذلك لكان ذلك ظلما لها -تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.

وقد صح بنص القرآن وبالإجماع أن جميع الحيوان يحيا يوم القيامة ويحشر، قال الله تعالى: {وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم إلى ربهم يحشرون}[الأنعام:38].

فإذا كانت تحشر بلا شك فلا بد لها بعد حشرها من أحد ثلاثة وجوه: إما أن تدخل النار. أو الجنة، أو تمات وتفنى.

فإن قيل: إنها تمات. فلأي شيء حشرت ثم أميتت وأفنيت؟ فلو كان ذلك كذلك لكان عبثا إحياؤها يوم القيامة وإماتتها. فصح أن الآخرة هي دار الحيوان، وأنه لا يذوق أحد موتا بعد الحشر والنشور.

पृष्ठ 377