275

وقوله تعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم}[آل عمران:154] المراد بالكتاب هاهنا العلم، يقول: لبرز الذين علم الله أنهم يقتلون إلى مضاجعهم، وعلم الله سابق غير سائق.

وذهبت المطرفية إلى أن الآجال ليست من الله، إلا أجل من بلغ مائة وعشرين سنة، فمن بلغ مائة وعشرين سنة ومات، فالله أماته، ومن مات قبل ذلك فلم يرد الله موته وإنما ذلك بتعدي من تعدى وظلم [من ظلم]، وبأسباب وأعراض وأمراض ليست من الله ولا قصدها، ولا قصد موت الميت، إلا إذا بلغ الحد الذي ذكروه وقالوا: هو العمر الطبيعي، واحتجوا بقول الله تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }[الذاريات:56]. وقالوا: إن الله تعالى ساوى بين الناس في ستة أشياء: في الخلق والرزق، والموت والحياة، والتعبد والمجازاة. وهذا منهم غلط عظيم، وخطأ من القول وخيم.

पृष्ठ 348