हक़ाइक़ मारिफ़ा
حقائق المعرفة
शैलियों
ومن ذلك خلق الإنسان فإن الله خلقه من طين، وجعل نسله من سلالة من ماء مهين، ثم نقله في بطن أمه من حالة إلى حالة، ثم أحدث له رزقا في ثدي أمه لبنا خالصا سائغا موافقا للطفل، ثم أحدث الله له الرحمة في قلب أمه وقلب أبيه رحمة من الله ونعمة. فإذا علم الله أنه قوي على أكل الطعام أحدث الله له أسنانا وأضراسا. ولما علم الله أن البهائم لا تقدر على ما يقدر عليه الناس من تربية أولادهم؛ جعل أولاد البهائم بخلاف أولاد الناس؛ فإن البهيمة تلد ولدها، وقام من ساعته يطلب ضرع أمه. وقد فطره الله من وقت ولادته على اجتلاب المنافع والنفار عن المضار رحمة من الله ونعمة وسببا لحياة المولود. ثم أنعم الله على العبد بنعم كثيرة لا يحصي عددها في نفسه؛ فجعل له عينين، ولسانا وشفتين، وأنفا وأذنين، ويدين ورجلين، وغير ذلك من الآلة والبنية المخصوصة. وطرق ما يدخل مما يتغذى به، وطرق ما يخرج. وجعل له نفسا يستنشق به الهواء، وهو سبب الحياة والنماء. وجعل له طريقا أجوف مفتوحا لا ينطبق وهو الحلقوم؛ وذلك لضعف النفس وكثرة تتابعه. وجعل للطعام والماء طريقا منطبقا -وهو المرى- ينفتح بالماء والطعام. وجعل المعدة مستقرا للغذاء، وجعل صفوه ينقسم على جميع الجسد والأعضاء. وجعل المخارج ترمي بالثفل والأذى.
पृष्ठ 245