हक़ाइक़ मारिफ़ा
حقائق المعرفة
शैलियों
والدليل على ما قلنا من كتاب الله قوله عز من قائل : {قد أفلح المؤمنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون ، والذين هم عن اللغو معرضون ، والذين هم للزكاة فاعلون ، والذين هم لفروجهم حافظون ، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ، فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون ، والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون ، والذين هم على صلواتهم يحافظون ، أولئك هم الوارثون ، الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون}[المؤمنون:1-11]، وقال: {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ...}الآية[الأنفال:2]، وقال تعالى: {والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقا}[الأنفال:74]، وقال تعالى: {قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم ، إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون} [الحجرات:14،15]، وقال تعالى: {بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان }[الحجرات:11]، وقال تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان}[الحجرات:7]، وقال تعالى: {منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون }[آل عمران:110]، وقال تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه...} إلى قوله: {واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى}[البقرة:282]، فأمر المؤمنين بالإشهاد. ثم نهى عن قبول شهادة الفاسق؛ فقال في من قذف، ولم يأت بالشهداء: {ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون}[النور:4]، وقال: {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}[الحجرات:6]، وقال تعالى في صفة النبيء صلى الله عليه وآله وسلم: {حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم }[التوبة:128]، وقال في صفة المؤمنين: {أشداء على الكفار رحماء بينهم }[الفتح:29]، ثم قال في الزاني، والزانية: {ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}[النور:2]. وروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر وهو مؤمن، قالوا: يا رسول الله، كيف يفعل إذا وقع شيء من ذلك؟ قال: إن راجع التوبة راجع الإيمان، وإن لم يتب لم يكن مؤمنا)).
وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل عن البغاة -أهل النهروان- فقيل له: أكفار هم؟ قال: (من الكفر هربوا)، فقيل: أمؤمنون هم؟ قال: (لو كانوا مؤمنين ما قاتلناهم، ولكنهم إخواننا بالأمس بغوا علينا). فصح أن البغاة ليسوا بمؤمنين ولا كافرين، وأن لهم منزلة بين المنزلتين.
ونقول: إنهم من أهل النار مخلدون فيها، وعذاب الكفار أشد من عذابهم، ولا يحكم عليهم باسم النفاق؛ لأن المنافق مقر في الظاهر، مستحل في الباطن، وحكم الفاسق في الدنيا حكم المؤمن إلا في الموالاة والمعاداة والشهادات وأمثالها، فإنه يجب أن يتبرأ منه ولا يوالى، لكنه يرث ويورث، وينكح وينكح، ويدفن في مقابر المسلمين.
وقد اختلف أهل البيت" في ذبيحته؛ فمنهم من نهى عنها، ومنهم من أجازها، وأنا لا أريدها ولا أجعلها ميتة؛ لأنه ليس بمؤمن ولا بكافر جاحد، هذا إذا كان مقيما للصلاة مؤتيا للزكاة غير مدمن خمر.
पृष्ठ 226