144

وعن أبي ذر رحمه الله عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((يقول الله عز وجل: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)).

واعلم أن القول بالعدل هو إجماع المهاجرين والأنصار، فمن ذلك: ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه لما انصرف من صفين، قام إليه شيخ من أهل الحجاز، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى الشام أكان بقضاء الله وقدره؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما هبطنا واديا ولا علونا تلعة إلا بقضاء من الله وقدر. فقال الشيخ: في الله أحتسب عنائي ومسيري، والله ما أحسب لي من الأجر شيئا. فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لقد عظم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم ذاهبون، وفي منقلبكم وأنتم منصرفون، ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين، ولا إليها مضطرين.

قال الشيخ: كيف يكون ذلك والقضاء والقدر ساقانا، وعنهما كان مسيرنا؟

पृष्ठ 204