हक़ाईक़ इस्लाम
حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
शैलियों
ولعله من علامات الخير أن تدول الدول وأن يذهب ما أفسدت من أمور الدين والدنيا، وتبقى للمسلم عقيدته في حقوق أمته مصونة في قلوب المحافظين والمجددين ملحوظة في آراء الوادعين والثائرين، يقول أشدهم محافظة ما يقوله أشدهم قلقا وثورة، ويتلاقى الماضي والمستقبل لديهم أجمعين على كلمة سواء يسمعها من شاء بعد أربعة عشر قرنا، كما سمعها أسلافه قبل أربعة عشر قرنا في صدر الإسلام وإبان الدعوة المحمدية.
يقول إمام من أشهر الأئمة المتأخرين بالمحافظة على القديم:
إن كتب الكلام ... كلها مطبقة متفقة على أن منصب الخليفة والإمام إنما يكون بمبايعة أهل الحل والعقد، وأن الإمام إنما هو وكيل الأمة، وأنهم هم الذين يولونه ملك السلطة، وأنهم يملكون خلعه وعزله، وشرطوا لذلك شروطا أخذوها من الأحاديث الصحيحة. وليس لهم مذهب سوى هذا المذهب
1 ...
ولا يفوتنا في ختام هذه الكلمة عن حقوق الأمة أن ننبه إلى حقيقة النسبة إلى الأمة حيثما وردت في القرآن الكريم؛ فإن كتاب الله يعني بهذه الكلمة أن الخطاب الإلهي موجه إلى الأمم عامة لا تستأثر به أمة، ولا تحجب عنه أمة، خلافا لمن قال من بني إسرائيل إن «الأمم» لا تتلقى خطابا من الله وإنهم وحدهم - أمة إسرائيل - قد استأثروا بهذا الخطاب دون خلق الله.
ويدل على ذلك أن كلمة «الأميين» قد وردت في القرآن الكريم مقابلة لأهل الكتاب، أو لأهل الكتاب من بني إسرائيل خاصة في غير موضع، فالأميون قد وردت في سورة آل عمران مرتين منسوبة إلى كل أمة غير بني إسرائيل:
ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل (آل عمران: 75)،
وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين (آل عمران: 20). •••
وقد وردت بهذا المعنى حيث جاء في القرآن الكريم أن الله
بعث في الأميين رسولا (الجمعة: 3)، تكذيبا لدعوة الذين يزعمون أن الله تعالى لا يخاطب الأمم، وتذكيرا لهم بأن الأمة هي موضع الخطاب من الله كلما بعث إليها برسول:
अज्ञात पृष्ठ