हक़ाईक़ इस्लाम
حقائق الإسلام وأباطيل خصومه
शैलियों
ثم يبقى بعد ذلك أن نسأل: هل تغض العقيدة الدينية من الفكرة الفلسفية في مذهب التنزيه؟
والجواب: كلا، بل الدين هنا فلسفة أصح من الفلسفة إذا قيست بالقياس الفلسفي الصحيح؛ لأن صفات الإله التي تعددت في عقيدة الإسلام لا تعدو أن تكون نفيا للنقائص التي لا تجوز في حق الإله، وليس تعدد النقائص مما يقضي بتعدد الكمال المطلق الذي ينفرد ولا يتعدد؛ فإن الكمال المطلق واحد والنقائص كثيرة لا ينفيها جميعا ذلك الكمال الواحد، وما إيمان المسلم بأن الله عليم قدير فعال لما يريد كريم رحيم، إلا إيمانا بأنه - جل وعلا - قد تنزه عن نقائص الجهل والعجز والجحد والغشم؛ فهو كامل منزه عن جميع النقائص، ومقتضى قدرته أن يعمل ويخلق ويريد لخلقه ما يشاء، ومقتضى عمله وخلقه أن يتنزه عن تلك «العزلة السعيدة» التي توهمها أرسطو مخطئا في التجريد والتنزيه، فهو سعيد بنعمة كماله سعيد بنعمة عطائه، كفايته لذاته العلية لا تأبى له أن يفيض على الخلق كفايتهم من الوجود في الزمان، أي من ذلك الوجود المحدود الذي لا يغض من وجود الله في الأبد بلا أول ولا آخر ولا شريك ولا مثيل.
ومن صفات الله في الإسلام ما يعتبر ردا على فكرة الله في الفلسفة الأرسطية، كما يعتبر ردا على أصحاب التأويل في الأديان الكتابية وغير الكتابية.
فالله عند أرسطو يعقل ذاته ولا يعقل ما دونها، ويتنزه عن الإرادة؛ لأن الإرادة طلب في رأيه والله كمال لا يطلب شيئا غير ذاته، ويجل عن علم الكليات والجزئيات؛ لأنه يحسبها من علم العقول البشرية، ولا يعنى بالخلق رحمة ولا قسوة؛ لأن الخلق أحرى أن يطلب الكمال بالسعي إليه، ولكن الله في الإسلام عالم الغيب والشهادة:
لا يعزب عنه مثقال ذرة (سبأ: 3)،
وهو بكل خلق عليم (يس: 79)،
وما كنا عن الخلق غافلين (المؤمنون: 17)،
وسع ربنا كل شيء علما (الأعراف: 89)،
ألا له الخلق والأمر (الأعراف: 54)،
عليم بذات الصدور (فاطر: 38)،
अज्ञात पृष्ठ