हनीन इला खराफ़ा
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
शैलियों
كلما بزغ دليل مكذب لها، مثال ذلك - فيما ذكره بوبر - أن السيكولوجيا الفرويدية تقول بأن كل الذكور يعانون من «عقدة أوديب»، وعندما لا يكون ثمة دليل على وجود هذا الإثم تجاه والد المرء فإن النظرية تفسر ذلك بأنه قد تم كبت هذا الدافع؛ لأنه غير مقبول على مستوى الوعي.
كيف نعرف أن هناك كبتا يفعل فعله؟
نعرف ذلك لأنه لا يوجد دليل على وجود عقدة أوديب!
هكذا يعد غياب الدليل داعما للنظرية!
هذا التمنع على التفنيد، هذه الحصانة ضد التكذيب، هذا اللون من العجز عن إثبات خطأ النظرية (من حيث المبدأ، من حيث الصياغة) هو سبب كاف لإعلانها نظرية غير علمية.
وعلاوة على عدم القابلية للتكذيب فإن معظم العلوم الزائفة تزعم أنها نظريات شاملة تضم كل الأشياء، وإن شيئا يدعي أنه يفسر كل شيء لهو - عادة - شيء لا يفسر أي شيء. (3-4) إساءة استخدام المعطيات
كثيرا ما يحرف أصحاب العلم الزائف المعطيات العلمية القويمة أو يسيئون استخدامها، من ذلك أن علماء الفراسة
phrenology - وهو علم زائف - قد نزحوا بفكرة المواضع الوظيفية الدماغية، وهي فكرة وجيهة تماما، إلى أقاص باطلة. وبتعبير آخر يمكننا القول بأنهم يقيمون صرحا هائلا من الأباطيل على أساس حقيقة ضئيلة، أو يحملون ظهرها الضامر ما لا يحتمله من العبث والهراء. (3-5) العلوم الحقيقية تراكمية ومصححة لذاتها بعكس العلوم الزائفة
تتسم العلوم الزائفة بأنها راكدة ولا يبدو أنها تتقدم، ولا يبدو أن مفاهيمها المحورية ومناهجها وتفسيراتها تتغير استجابة لظهور نتائج تجريبية جديدة أو تطورات تكنولوجية أو نظرية جديدة. ولا تبدي العلوم الزائفة بعامة تلك الإثارة الفكرية أو الخلاف الفكري الذي يميز حقول البحث المشروعة. وعوضا عن فتح أصقاع جديدة تميل العلوم الزائفة إلى الاتكاء على تفسير «النصوص المقدسة» التي سرعان ما يتعلم معتنقوها ألا يسألوا أو يعدلوا. كذلك القدم يوقر لذاته، بافتراض أنه ما دام المبحث قد عمر كل هذا الزمن فلا بد أنه صحيح: من ذلك أن المنجمين يفتخرون بأن التنجيم كان قائما لآلاف السنين، وهم قلما يتريثون ليدركوا أن العنصرية والتحيز الجنسي - بله الاعتقاد بسطحية الأرض وبالأرض كمركز للكون - كانا أقدم حتى من ذلك. (3-6) العلوم الزائفة تدغدغ الاعتقادات المريحة
دأب العلوم الزائفة - بلا استثناء - أن تلقم الاعتقادات المريحة المحلقة التي نود - بغير شك - لو كانت صحيحة، مثال ذلك:
अज्ञात पृष्ठ