हनीन इला खराफ़ा
الحنين إلى الخرافة: فصول في العلم الزائف
शैलियों
أما الشيء الذي فات الجميع - ولهم كل العذر في ذلك - فهو الخطوة المبدئية في البروتوكول: أن ينظف الجرح بعناية ويضمد، فقد كان مرهم السلاح سابقا تاريخيا على نظرية الجراثيم، ولم يكن هذا الإجراء متبعا في تلك الأيام، هذا هو التفسير الأرجح للنجاح الباهر للعلاج: غيار الجرح لا دهن السلاح.
23 (7-2) جرارات بيركينز
24
انتشرت في القرن الثامن عشر أدوات تسمى «جرارات بيركينز» وراجت رواجا عظيما، وقد ابتكرها دكتور إليشا بيركينز (1741-1799م)، خريج جامعة ييل، وهو رجل مشهود له بالإخلاص والصدق والإيثار والإحسان، والأداة عبارة عن قضيبين معدنيين قصيرين مصنوعين من عدد من المعادن المختلفة، وكان يعتقد أن لها خواص علاجية معينة، اجترح بيركينز في أداته امتدادا استقرائيا
25
غير مشروع من العلم المشروع في زمنه، والمتعلق بالكشوف الاختراقية العلمية الأصيلة عن الكهربية، مثال ذلك: أن البطاريات البدائية كانت تصنع من طبقات متبادلة من أقراص معدنية متباينة (مثل النحاس والزنك)، وهذا مما أضفى على جراراته المظهر السطحي بأنها قائمة على «العلم»، وكان من شروط الاستخدام السليم لها أن تجر على جسم المريض إلى أسفل حتى تؤتي أثرها، أما الجر إلى أعلى فكان يعتقد أنه يفاقم المرض!
ذاع صيت جرارات بيركينز وانتشرت في أوروبا ونالت شهادات آحاد إيجابية عديدة وسجلت مبيعات هائلة، ولكي يدحض أنصار الجرارات اعتراض الشكاك بأن الشفاء يحدث بسبب الإيحاء الإيجابي فقد زعموا أن حيوانات - كالخيول - قد تم علاجها بنجاح بواسطة تلك الجرارات.
أما الذي قضى على هذه التقليعة في النهاية وأبطل أسطورتها فهو أن عددا من الأطباء المتشككين صنعوا زوجين من الجرارات من الخشب وأسبغوا عليها بالطلاء مظهر المعدن، فإذا بالجرارات المزيفة تؤتي نفس الأثر الشفائي العجيب، ولما كان الأثر العلاجي يعزى إلى المعدن فقد تم بذلك تكذيب الدعاوي العلاجية، وبحلول عام 1810م كانت جرارات بيركينز قد أسدل عليها الستار. (7-3) المزمرية وتدويراتها
في أواخر القرن الثامن عشر راجت «المزمرية»
26 (نسبة إلى فرانز مزمر) رواجا كبيرا، وهي ممارسة تقوم على الاعتقاد بوجود «قوة حيوية» و«سائل كوني» متعلقين ربما بالمغناطيسية، التي إن أعيقت يمكن أن تسبب عددا من شتى العلل، بما فيها مشكلات الصحة النفسية. كان المرضى يجلسون في ماء ممغنط أو يشدون إلى أقطاب ممغنطة بينما يهز المعالج عصا ممغنطة فوق المريض. كان ذلك يجري على مرأى من جموع المشاهدين، وكان مزمر يتغمد المرضى الفقراء أيضا بإحسانه فيربطهم إلى جذوع شجر يعتقد أنه ممغنط.
अज्ञात पृष्ठ