فإن المكلف قد يعمل بالدليل فيصل وقد يعرض فيعمى. الثالث الهداية لإرسال الرسل وإنزال الكتب وإياها عنى بقوله
وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا
وقوله
إن هذا القرآن يهدى للتى هى أقوم
الرابع أن يكشف عن قلوبهم السرائر ويريهم الأشياء، كما هى بالوحى أو الإلهام والمنامات الصادقة، وهذا يختص به الأنبياء والأولياء، وإياه عنى بقوله
أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
وقوله
والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
إذا قال العارف اهدنا الصراط المستقيم، عنى به طلب الإرشاد لطريق السير فى الله ليمحو عنه ظلمات الأحوال الواردة عليه فتزداد معرفته، فيكون بمنزلة من يرى الشئ عيانا، واهدنا دعاء وهو والأمر والالتماس مشتركات لفظا ومعنى، فلفظ قولك قم إذا كان أمرا وإذا كان دعاء أو التماسا واحد، وكذا معناه وهو الطلب الجازم الفعلى لا التركى، ويتفاوتان بالاستعلاء والتسفل والالتماس، فإنه إذا كان من الأعلى أمرا ومن الأسفل دعاء أو من المساوى التماس، سواء كان ذلك العلو والتسفل والمساواة حقيقة أو ادعاء، وقيل تتفاوت بالرتبة الحقيقية، فإذا كان ممن هو فى الحقيقة أعلى فأمر، ولو كان متسفلا أو مساويا دعاء، وإذا كان من متسفل حقيقة فدعاء، ولو كان عليا أو مساويا دعاء، وإذا كان متساو حقيقة فالتماس، ولو كان عليا أو متسفلا دعاء، والصحيح أنه أمر، مطلقا سواء كان من عل أو متسفل أو مساو، تخفيفا أو ادعاء، وأنه يجوز تسميته مطلقا كذلك دعاء والتماسا.
والصراط مفعول به تعدى إليه - اهد - كما تعدى - اختار - فى قوله تعالى
अज्ञात पृष्ठ