وقال
ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم
وقال جعفر بن محمد الصادق والضحاك أى للرحمة خلقهم وليحمدوه، فإنه يجب له الحمد. ويروى أن آدم عليه السلام لما خلقه الله تعالى، عرض عليه ذريته، ووجد فيهم الصحيح والسقيم، والحسن والقبيح، والأسود والأبيض. قال يا رب هلا سويت بينهم، فقال الله تعالى إنى أحب أن أشكر. قال أبو الحسن خلق الله تعالى الملائكة للقدرة، وخلق الأشياء للعزة، وخلق بنى آدم للمحبة. قال الله تعالى
الله الذى خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم
قالت العلماء خلقكم لإظهار القدرة، ثم رزقكم لإظهار الكرم، ثم يميتكم لإظهار القهر، ثم يحييكم لإظهار الفضل والعدل والثواب والعقاب. ومنهم من قال خلق الخلق جميعا لأجل محمد - صلى الله عليه وسلم - وعن ابن عباس رضى الله عنه أوحى الله تعالى إلى عيسى - عليه السلام - أن آمن بمحمد وأمر أمتك يؤمنوا به. ولولا محمد ما خلقت آدم ولا الجنة ولا النار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب فكتبت عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله فسكن. قيل خلقهم لأمر عظيم غيب عنهم، لا يظهره حتى يحل بهم ما خلقهم له. قال الله تعالى
أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون
قال على بن أبى طالب يا أيها الناس اتقوا ربكم، فما خلق امرؤ عبثا فيهملكم. قال الأوزاعى بلغنى أن فى السماء ملكا ينادى كل يوم ألا ليت الخلق لم يخلقوا، ويا ليتهم إذا خلقوا عرفوا لماذا خلقوا، وجلسوا فذكروا ما عملوا. وكان ابن عبد الرحمن الزاهد يقول فى مناجاته اللهم غيبت عنى أجلى، وأحصيت على عملى، ولا أدرى إلى أى الدارين تصيرنى، لقد أوقفتنى وقفة المحزونين ما أبقيتنى. وقال أبو الهيثم الحكيم إن الله تعالى جعل ابن آدم بين البلوى والبلى فما دام الروح فى جسده لا يخلو من البلوى، فاذا فارق الروح صار إل البلى، فأنى له السرور وهو بين البلوى والبلى؟ وكان بعض الحكماء يقول يا ابن آدم انظر إلى خطر مقامك فى الدنيا، إن ربك حلف لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين.
وإن إبليس حلف فقال فبعزتك لأغوينهم أجمعين. فأنت المسكين بين الله وبين إبليس، مطروح لاه ساه، ولما أراد الله خلق آدم عليه السلام، أوحى الله إلى الأرض إنى خالق منك خلقا منهم من يطيعنى ومن يعصينى، فمن أطاعنى أدخله الجنة ومن عصانى أدخلته النار. ثم بعث إليها جبريل عليه السلام ليأتيه بقبضة من تراب الأرض، فما أتاها ليقبض منها القبضة قالت الأرض إنى أعوذ بعزة الله الذى أرسلك أن تأخذ منى اليوم شيئا يكون فيه للنار نصيب، فرجع جبريل عليه السلام إلى ربه، ولم يأخذ منها شيئا. فقال يا رب استعاذت بك فكرهت أن أقدم عليها، فأمر الله ميكائيل فأتى الأرض فاستعاذت بالله أن يأخذ منها شيئا، فقال يا رب استعاذت بك فكرهت أن أقدم عليها. فبعث الله ملك الموت فأتاها فاستعاذت بالله أن يأخذ منها شيئا فقال وأنا أعوذ بالله أن أعصى له أمرا، فقبض من أعلاها من سبختها وطيبها وأبيضها وأحمرها وأسودها، فكذلك فى بنى آدم الطيب والخبيث، والصالح والطالح واختلفت صورهم وألوانهم. قال الله عز وجل
ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم
قال صلى الله عليه وسلم
अज्ञात पृष्ठ