ولستُ أُحبُّ الشَّريفَ الظَّري ... فَ يكونُ غلامًا لغلمانِه
وقال آخر:
مُتَنَاومٌ إن زارَهَا إخوانُها ... متغافلٌ إن زارَهَا أخواتُها
امرأتهُ ملكتْ عليه أمورَهُ ... حتَّى ظننَّا أنَّه امرأتُهَا
أنشدني والدي:
قالوا طُهيَّةُ تهجوني فقلتُ لهم ... ما كنتُ أحسِبهم كانوا ولا خُلِقوا
قومٌ من الحَسَبِ العالي بمنزلةٍ ... كالفَقْع بالقاعِ لا أصلٌ ولا وَرَقُ
لو جاوَروا اليَمَّ ما تَنْدَى أنامِلُهم ... ولو يَبُولُ عليهم ثعلبٌ غَرِقوا
جَفوا من اللومِ حتَّى لو بَدَا لهم ... ضَوءُ السُّها في سوادِ اللَّيل لاحتَرَقُوا
وقال الطرمَّاح بن حكيم الطَّائي:
تَميمٌ بطُرْقِ اللؤمِ أهدَى من القَطَا ... ولو سلكتْ سُبْلَ المكارمِ ضلَّتِ
ولو أنَّ حُرقُوصًا علَى ظهرِ قملةٍ ... يكُرُّ علَى صَفَّيْ تَميمٍ لولَّتِ
أجَخْفًا إذا ما كنتَ في الحيِّ آمنًا ... وجُبْنًا إذا ما المشرفيَّةُ سُلَّتِ
وقال آخر:
وجَاءوا بمجنونٍ يَسيلُ لُعابَهُ ... وما صَاحبي إلاَّ الصَّحيحُ المُسلّمُ
أقولُ له والقولُ كالصَّمتِ عندَهُ ... وهلْ يسمَعُ الصَّخرُ الأصمُّ المُلْمْلَمُ
وإنَّ عَنَاءً أنْ تُعلِّمَ جاهلًا ... ويحسَبُ جهلًا أنَّه منكَ أعلَمُ
وهل يبلغُ البنيانُ يومًا تمامَهُ ... إذا كنتَ تبنِيهِ وغيرُكَ يهدِمُ
وقال الحُطيئة، أبو مليكة جَرْول:
والزِبْرِقانُ ذُناباهُمْ وشرُّهُمُ ... ليسَ الذُنابَى أبا العبَّاس كالرَّاسِ
دعِ المكارمَ لا ترحلْ لبُغيَتِها ... واقعدْ فإنَّك أنتَ الطَّاعمُ الكاسي
من يفعلِ الخيرَ لا يعدمْ جَوازيَهُ ... لا يذهبُ العرفُ بينَ اللهِ والنَّاسِ
وقال يهجو أُمّه:
جَزاكِ اللهُ شرًّا من عجوزٍ ... ولَقَّاكِ العُقوقَ من البَنينَا
تنحَّيْ فاقعُدِي عنِّي بعيدًا ... أراحَ اللهُ منكِ العالمينَا
أغِربالًا إذا استُودِعتِ سرًّا ... وكانُونًا علَى المتحدِّثينا
وقال يهجو قومه:
لَعَمْري لقدْ جرَّبتكمْ فوجدتُكُمْ ... قِباحَ الوجوهِ سَيِّئي العذاراتِ
لكمْ نَفَرٌ مثلُ التُّيوسِ ونسوةٌ ... مَمَاجينُ مثل الأُتْنِ النَّعِراتِ
ونظر الحُطيئة في جبّ ماء فرأَى صورة وجهه فقال:
أري ليَ وجهًا شوَّهَ اللهُ خلقَهُ ... فَقُبِّحَ من وجهٍ وقُبِّحَ حامِلُهْ
وقال عمَّار بن أحمد الكاتب الزوزني في بعض ذويه:
يقبُحُ في خُفِّه وصندلِهِ ... والدُّبُّ مولاه حين ينتعِلُ
يقترحُ اللَّونَ إنْ أُضيفَ وإنْ ... لم يكُ ضيفًا فلونُهُ بَصَلُ
يا حسنَهُ مَيتًا تَشُولُ بِهِ ... أعناقُنا والبكاءُ مُفتعلُ
وقولُنا بعدَ دفنِهِ انْصَرِفوا ... لا مأتمٌ عندَنا ولا زَجَلُ
وقال أبو دلامة يهجو نفسه:
ألا أبلغْ لديكَ أبا دُلامَهْ ... فلستَ من الكرامِ ولا كَرَامَهْ
جَمعتَ دَمَامةً وجمعتَ لُؤمًا ... كذاكَ اللّؤمُ تتبعُهُ المَلامَهْ
وقال ابن بسَّام في أبيه:
هَبْكَ عُمِّرتَ تسعينَ نَسْرًا ... أتُرجِّي بأنْ أموتَ وتبقَى
فلئنْ عِشتُ بعدِ موتِكَ يومًا ... لأشُقَّنَّ جيبَ مالِكَ شَقَّا
وقال في أخيه:
يا مَنْ نعتْهُ إلى الإخوانِ لحيتُه ... أدْبرتَ والنَّاسُ إقبالٌ وإدبارُ
قدْ كنتَ ممَّن يَهُشّ النَّاظرونَ لهُ ... فغُضَّ دونَك أسماعٌ وأبصارُ
حانتْ منِّيَّتُهُ فاسودَّ عارِضُه ... كما يُسوّدُ بعدَ الميّتِ الدَّارُ
سقيًا لدهرٍ مَضَى ما كانَ أحسنَهُ ... إذْ أنتَ مُتَّبع والشَّرطُ دينارُ
أيَّامَ وجهكَ مصقولٌ عوارضُهُ ... وللرَّبيعِ علَى خدَّيكَ أنوارُ
وقال في امرأة أبيه:
إذا عَرَكتْ قادتْ وإنْ طَهُرَتْ زَنَتْ ... فهيَ أبدًا يُزْنَى بها ويَقودُ
وقال في عمَّه:
القَلايَا قد جِئْنَ من منزل الع ... مِّ قَلايَا قومٍ ذَوي إمساكِ
قلَّ أوداكُهَا فلمْ أستَطِبْها ... والقَلايا تَطيبُ بالأوداكِ
1 / 24