(وَبِه أستعين)
الْحَمد لله حمدا يكون لقائله ذخْرا وَالصَّلَاة على نبيه مُحَمَّد الْقَائِل أَن من الْبَيَان لسحرا صَلَاة دائمة على ممر الْأَيَّام تترى وعَلى آله وَأَصْحَابه الَّذين أخْفى بهم نجم الشّرك قهرا وقسرا وأدام الله ايام سيدنَا ومولانا الإِمَام المفترض الطَّاعَة على جَمِيع الْأَنَام ابى أَحْمد المستعصم بِاللَّه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَخَلِيفَة رب الْعَالمين.
(خَليفَة يخلف الأنواء نائله ... إِذا تهلل قلت الْعَارِض الهطل)
(رباعه فِي جوَار الله وَاسِطَة ... وحبله برَسُول الله مُتَّصِل)
رضوَان الله على آبَائِهِ الرَّاشِدين وَالْأَئِمَّة المهديين وَبعد فَإِنَّهُ لما كَانَت المجاميع الشعرية صقال الأذهان ولأنواع الْمعَانِي كالترجمان وَكَانَ
1 / 1
مَوْلَانَا الْملك النَّاصِر صَلَاح الدُّنْيَا وَالدّين نَاصِر الْإِسْلَام وَالْمُسْلِمين أبوالمظفر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز بن الْملك الظَّاهِر لَا زَالَ نَافِذ الْأَوَامِر فِي كل نجد وغائر لهجا بأشعار الْعَرَب الَّتِي هِيَ ديوَان الْأَدَب توخيت فِي تَحْرِير مَجْمُوع محتو على قلائد أشعارهم وغرر أخبارهم مجتنبا للإطالة والإطناب بِمَا تضمنته أَبْوَاب الْكتاب كأمالي الْعلمَاء وحماسات الأدباء ودواوين الشُّعَرَاء من فحول الْمُحدثين والقدماء ومختارات الْفُضَلَاء كأشباه الخالديين المحتوية على دُرَر النظام وجواهر الْكَلَام غير أَنَّهُمَا قد نسبا فِيهَا أَشْيَاء إِلَى غير قَائِلهَا وَلم يقيدا الْكتاب بترجمة أَبْوَاب فغدت فرائده متبددة النظام مستصعبة على الْحِفْظ والأفهام فجَاء مُشْتَمِلًا على غرائب البديع وملح الترصيف والترصيع ثمَّ أَن الشّعْر على اخْتِلَاف مَعَانِيه وأصوله ومبانيه يَنْقَسِم إِلَى نعوت وأوصاف فَمَا وصف بِهِ الْإِنْسَان من الشجَاعَة والشدة فِي الْحَرْب وَالصَّبْر فِي مواطنها سمى حماسة وبسالة وَمَا وصف بِهِ من حسب وكرم وَطيب محتد
1 / 2
سمى مدحا وتقريظا وفخرا وَمَا اثنى عَلَيْهِ بشئ من ذَلِك مَيتا يُسمى رثاء وتأبينا وَمَا وصفت بِهِ اخلاقه المحمودة من حَيَاء وعفة وإغضاء عَن الْفَحْشَاء ومسامحة عَن زلات الأخلاء سمى ادبا وَمَا وصف بِهِ النِّسَاء من حسن وجمال وغرام بِهن سمى غزل ونسيبا وَمَا وصف بِهِ من ايقاد النيرَان ونباح الْكلاب سمى قرى وضيافة وَمَا وصف بِهِ من بخل وَجبن وَسُوء خلق ونميمة سمى هجاء وَمَا وصفت بِهِ الْأَشْيَاء على اخْتِلَاف اجناسها وأنواعها يُسمى نعتا ووصفا وملحا وماذكر بِهِ الْإِنَابَة إِلَى الله تَعَالَى رفض الدُّنْيَا سمى زهدا وعظة وَالله أعلم
١ - قَالَ عَمْرو بن الاطنابة الْأنْصَارِيّ
(ابت لى عفتى وابى بلاءى ... وأخذى الْحَمد بِالثّمن الربيح)
1 / 3
(وإقدامى على المكوره نفسى ... وضربى هَامة البطل المشبح)
(وقولى كلما جشأت وجاشت ... مَكَانك! تحمدى اَوْ تستريحى)
(لأكسبها مآثر صالحات ... وأحمى بعد عَن عرض صَحِيح)
(بذى شطب كَمثل الْملح صَاف ... وَنَفس مَا تقر على الْقَبِيح)
٢ - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السّلمِيّ مخضرم
(الاهل أَتَى عرسى مكرى ومقدمى ... بوادى حنين والأسنة شرع)
(وقولى إِذا مَا النَّفس جَاشَتْ لَهَا قرى ... وهام تدهدا بِالسُّيُوفِ وأذرع)
(كَأَن السِّهَام المرسلات كواكب ... إِذا ادبرت عَن عجسها وَهِي تلمع)
٣ - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى مخضرم
(وَلما رَأَيْت الْخَيل زورا كَأَنَّهَا ... جداول زرع ارسلت فاسبطرت)
٤ - وَقَالَ حسان بن ثَابت الأنصارى
(مَتى مَا بَرَزْنَا من معد بعصبة ... وغسان نمْنَع حوضنا أَن يهدما)
1 / 4
٥ - وَقَالَ النُّعْمَان بن بشير الأنصارى
(معاوى أَن لَا تُعْطِنَا الْحق تعترف ... لحى الأزد مشدودا عَلَيْهَا العمائم)
٦ - وَقَالَ الفرزدق هما بن غَالب أموى الشّعْر
(أاسلمتنى للْمَوْت أمك هابل ... وَأَنت دلنظى الْمَنْكِبَيْنِ سمين)
٧ - وَقَالَ الْأَخْنَس بن شريق بن شهَاب
(وَكم من فَارس لَا تزدريه ... اذا شخصت لرويته الْعُيُون)
(يذل لَهُ الْعَزِيز وكل لَيْث ... حَدِيد الناب مَسْكَنه العرين)
(عَلَوْت بَيَاض مفرقه بعضب ... يطير لِوَقْعِهِ الْهَام السّكُون)
(فأضحت عرسه ولهى عَلَيْهِ ... هدوءا بعد رقدتها أنير)
(كصخرة إِذْ تسايل فِي مراخ ... وَفِي جرم وعلمهما ظنون)
(تسايل عَن اخيها كل ركب ... وَعند جُهَيْنَة الْخَبَر الْيَقِين)
٨ - وَقَالَ المرار بن سعيد الفقعسى اموى الشّعْر
(أَنا ابْن التارك البكرى بشر ... عَلَيْهِ الطير ترقبه وقوعا)
1 / 5
(علاهُ بضربة بعثت بلَيْل ... نوائحه وأرخصت البضوعا)
(وقاد الْخَيل عائذة لكَلْب ... ترى لوجيفها رهجا سَرِيعا)
(عجبت لقائلين صه لهدر ... علاهم يقرع الشّرف الرفيعا)
٩ - وَقَالَ النَّابِغَة قيس بن حَيَّان الْجَعْدِي مخضرم
(بلغنَا السَّمَاء مَجدنَا وجدودنا ... وَإِنَّا لنَرْجُو بعد ذَلِك مظْهرا)
(لقِيت الامور صعبها وذلولها ... ولاقيت أَيَّامًا تشيب الحزورا)
(وَإِنَّا أنَاس لَا نعود خَيْلنَا ... إِذا مَا الْتَقَيْنَا أَن تحيد وتنفرا)
(وننكر يَوْم الروع ألوان خَيْلنَا ... من الطعْن حَتَّى نحسب الجون أشقرا)
(وَلَيْسَ بِمَعْرُوف لنا أَن نردها ... صحاحا وَلَا مستنكرا أَن تعقرا)
(اذا الْوَحْش ضم الْوَحْش فِي ظلاله ... سواقط من حر وَإِن كَانَ اظهرا)
(وَلَا خير فِي حلم إِذا لم يكن لَهُ ... بَوَادِر تحمى صَفوه أَن يكدرا)
(وَلَا خير فِي جهل اذا لم يكن لَهُ ... حَلِيم اذا مَا اورد الأمراصدارا)
1 / 6
(وَإِن جَاءَ أَمر لَا تطيقان دَفعه ... فَلَا تجزعا مِمَّا قضى الله واصبرا)
(ألم تعلما ان الْمَلَامَة نَفعهَا ... قَلِيل اذا مَا الْأَمر ولى فَأَدْبَرَا)
(تذكرت والذكرى تهيج ذَا الْهوى ... وَمن عَادَة المحزون أَن يتذكرا)
(نداماى عِنْد الْمُنْذر بن محرق ... فَأصْبح مِنْهُم ظَاهر الأَرْض مقفرا)
١٠ - وَقَالَ أَبُو عَطاء بن يسَار السندى من شعراء الدولتين
(وَيَوْم كَيَوْم الْبَعْث مَا فِيهِ حَاكم ... وَلَا عَاصِم الا قِنَا ودروع)
(حبست بِهِ نفسى على موقف الردى ... حفاظا وأطراف الرماح شُرُوع)
(وَمَا يستوى عِنْد الملمات ان عرت ... صبور على مكروهها وجزوع)
١١ - وَقَالَ ابو أُمَامَة زِيَاد الْأَعْجَم اموى الشّعْر
(وَفينَا كل اروع لم يروع ... بمزدلف الجموع إِلَى الجموع)
(جلاء جفونه رهج السَّرَايَا ... وَطيب ثِيَابه صدأ الدروع)
١٢ - وَقَالَ عبد الله بن سُبْرَة الحرشى اسلامى ويروى
(للأغربن عبد الله اليشكرى)
(إِذا شالت الجوزاء والنجم طالع ... فَكل مخاضات الْفُرَات معابر)
(وإنى اذا ضن الْأَمِير باذنه ... على الْإِذْن من نفسى إِذا شِئْت قَادر)
1 / 7
١٣ - وَقَالَ حُرَيْث بن عناب الطائى اسلامى نَسَبهَا
(ابو تَمام إِلَى ابان بن عَبدة وَلَيْسَت لَهُ)
(اذا نَحن سرنا بَين شَرق ومغرب ... تحرّك يقظان التُّرَاب ونائمه)
١٤ - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى
(إِذا الْملك الْجَبَّار صعر خَدّه ... مشينا اليه بِالسُّيُوفِ نعاتبه)
(وَكُنَّا اذا دب الْعَدو لسخطنا ... وراقبنا فِي ظَاهر لَا نراقبه)
(دلفنا لَهُ جَهرا بِكُل مثقف ... وأبيض تستسقى الدِّمَاء مضاربه)
(وجيش كَمثل اللَّيْل يرجف بالقنا ... وبالشوك والخطى حمر ثعالبه)
(غدونا لَهُ وَالشَّمْس فِي ستراتها ... تطالعنا والظل لم يجر ذائبه)
(بِضَرْب يَذُوق الْمَوْت من ذاق طعمه ... وتدرك من نجى الْفِرَار مثالبه)
(كَأَن مثار النَّقْع فَوق رؤسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه)
(وأرعن تعشى الشَّمْس دون حديده ... وتخلس أبصار الكماة كتائبه)
1 / 8
(تغص بِهِ الأَرْض الفضاء اذا عدا ... تزاحم اركان الْجبَال مناكبه)
(تركنَا بِهِ كَلْبا وقحطان تبتغي ... مجيرا من الْمَوْت المطل مقانبه)
١٥ - وَقَالَ القحيف بن حمير الخفاجى
(لعمرى لقد أمست حنيفَة أيقنت ... بِأَن لَيْسَ إِلَّا بِالرِّمَاحِ عتابها)
(فَخلوا طَرِيق الْحَرْب لَا تعرضوا لَهَا ... إِذا مُضر الْحَمْرَاء عب عبابها)
(فيا حبذا قيس لَدَى كل موطن ... تزايل هام الْقَوْم فِيهِ رقابها)
(وَمن ذَا الَّذِي لَا يجتوى حَرْب عَامر ... اذا مَا تلاقت كعبها وكلابها)
(لعمرى لقد ضَاقَتْ دمشق بِأَهْلِهَا ... غَدَاة رَأَوْا قيسا ترف عقابها)
١٦ - وَقَالَ معبد بن عَلْقَمَة جاهلى
(فَقل لزهير أَن شتمت سراتنا ... فلسنا بشتامين للمتشتم)
١٧ - وَقَالَ أَبُو محجن عبد الله بن حبيب الثقفى اسلامى
(لَا تسألى النَّاس عَن مالى وكثرته ... وسايلي النَّاس عَن فعلى وَعَن خلقى)
1 / 9
١٨ - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السامى مخضرم
(أكليب مَالك كل يَوْم ظَالِما ... وَالظُّلم انكد غبه مَلْعُون)
(أَتُرِيدُ قَوْمك مَا أَرَادَ بوائل ... يَوْم القليب سميك المطعون)
(وأظن أَنَّك سَوف ينفذ مثلهَا ... فِي صفحتيك سنانى الْمسنون)
(قد كَانَ قَوْمك يحسبونك سيدا ... وإخال أَنَّك سيد معيون)
١٩ - وَقَالَ جرير بن عَطِيَّة بن الخطفى اليربوعى
(اموى الشّعْر)
(أبنى حنيفَة حكمُوا سفهاءكم ... أَنى أَخَاف عَلَيْكُم ان اغضبا)
(أبنى حنيفَة أننى إِن اهجكم ... أدع الْيَمَامَة لَا توارى ارنبا)
٢٠ - وَقَالَ عَمْرو بن كُلْثُوم اخو بنى عُمَيْس الكنانى
(لنا حصون من الخطى عالية ... فِيهَا جداول من اسيافنا البتر)
1 / 10
(فَمن بنى مدرا من خوف حَادِثَة ... فان أسيافنا تغنى عَن الْمدر)
٢١ - وَقَالَ لَقِيط بن ودَاعَة الحنفى
(اذا مَا ابتنى النَّاس الْحُصُون فانما ... حصون بنى لأم مثقفة سمر)
(وَأَرْض فضاء لَيْسَ فِيهَا معاقل ... وَلَا وزر إِلَّا الصوارم وَالصَّبْر)
٢٢ - وَقَالَ بشر بن عبد الرَّحْمَن الأنصارى
(إِذا النَّاس عاذوا بالحصون مَخَافَة ... جعلنَا معَاذًا بِالسُّيُوفِ الصوارم)
(وَلَوْلَا دفاع الله ثمَّ قراعنا ... بأسيافنا مَا جَازَ نقش الدَّرَاهِم)
(وَلَا قالم سُلْطَان لأهل خلَافَة ... وَلَا أم أهل الْحق أهل المواسم)
(أَبى ذمنا أَنا مصاليت فِي الوغى ... وَأَن قرانا عَاجل غير عاتم)
٢٣ - وَقَالَ آخر
(دعوا الْحَيَّة النضناض لَا تعرضوا لَهُ ... فان المنايا بَين أنيابه الْخضر)
(وَنحن إِذا كَانَ الْبناء على الثرى ... بنينَا على الشَّمْس المنيرة والبدر)
1 / 11
٢٤ - وَقَالَ سُوَيْد بن الصَّامِت اسلامى
(اذا مَا الْبيض يَوْم الروع ابدت ... محاسنها وأبرزت الخداما)
(اتتنى مَالك بليوث غَابَ ... ضراغم لَا يرَوْنَ الْقَتْل ذَا مَا)
(معاقلهم صوارم مرهفات ... يساقون الكماة بهَا السماما)
٢٥ - وَقَالَ الْأَخْنَس بن شهَاب التغلبى جاهلى
(لكل أنَاس من معد عمَارَة ... عرُوض إِلَيْهَا يلجأون وجانب)
٢٦ - وَقَالَت ليلى بنت عبد الله الأخيلية أموية الشّعْر
(يَا ايها السدم الملوى رَأسه ... ليقود من أهل الْحجاز بريما)
٢٧ - وَقَالَ قيس بن الخطيم بن عدى الأوسى جاهلى
(طعنت ابْن عبد الله طعنة ثَائِر ... لَهَا نفذ لَوْلَا الشعاع اضاءها)
1 / 12
٢٨ - وَقَالَ الْعَبَّاس بن مرداس السامى مخضرم
(الا من مبلغ عَنى خفافا ... ألوكا بَيت أهلك مُنْتَهَاهَا)
(أَنا الرجل الذى حدثت عَنهُ ... اذا الخفرات لم تستر براها)
(فأيى مَا وأيك كَانَ شرا ... فسيق الى الْمنية لَا يَرَاهَا)
(اشد على الكتيبة لَا ابالى ... أفيها كَانَ حتفى ام سواهَا)
(ولى نفس تتوق إِلَى المعالى ... ستتلف اَوْ أبلغهَا مناها)
٢٩ - وَقَالَ الفرعل الطائى وتروى لهنى بن أحمرالكنانى
(وَهُوَ الاكثر)
(يَا ضمر اخبرنى وَلست بكاذب ... وأخوك ناصحك الَّذِي لَا يكذب)
(هَل فِي السوية أَن إِذا استغنيتم ... وأمنتم فَأَنا الْبعيد الأجنب)
1 / 13
(وَإِذا الشدائد مرّة اشجتكم ... فَأَنا الأحب إِلَيْكُم وَالْأَقْرَب)
(وَإِذا تكون كريهة ادّعى لَهَا ... وَإِذا يحاس الحيس يدعى جُنْدُب)
(عجب لتِلْك قَضِيَّة وإقامتى ... فِيكُم على تِلْكَ الْقَضِيَّة اعْجَبْ)
(هَذَا لعمركم الصغار بِعَيْنِه ... لَا ام لى ان كَانَ ذَاك وَلَا اب)
(ألمالك خصب الْبِلَاد ورعيها ... ولى الثماد ورعيهن المجدب)
٣٠ - وَقَالَ الْحَارِث بن كلدة الثقفى اسلامى
(الا رب من يغشى الأباعد نَفعه ... ويشقى بِهِ حَتَّى الْمَمَات أَقَاربه)
(فَخَل ابْن عَم السوء والدهر انه ... ستكفيكه ايامه وتجاربه)
(أرانى اذا استغنيتم فعدوكم ... وأدعى اذا مَا الدَّهْر نابت نوائبه)
(فان يَك خير فالبعيد يَنَالهُ ... وَإِن يَك شَرّ فَابْن عمك صَاحبه)
(لَعَلَّك يَوْمًا ان يَسُرك مشهدى ... اذا جَاءَ خصم كالحباب يشاغبه)
1 / 14
٣١ - وَقَالَ ذُؤَيْب بن حَاضر التنوخى
(وَكُنَّا طلبنا صلحهم قبل حربهم ... فلجو وَمَا كَانَ اللجاج من الحزم)
(وَقَالُوا شَتمنَا واستخف بجارنا ... وَضرب الطلى بالبيض ادهى من الشتم)
(فَلَمَّا وصلنا بِالسُّيُوفِ اكْفِنَا ... وَزَالَ الحيا راموا السَّلامَة بالسلم)
(فَهَلا وفى قَوس الْمُرُوءَة منزع ... طلبتم رضانا قبل بادرة السهْم)
٣٢ - وَقَالَ الأخطل غياث بن غوث التغلبي اموى الشّعْر
(لقد حملت قيس بن عيلان حربنا ... على يَابِس السيساء محدودب الظّهْر)
٣٣ - وَقَالَ وَعلة بن عبد الله الجرمى ونسبها بَعضهم الى النجاشى
(واسْمه قيس بن عَمْرو مخضرم)
(ونجى ابْن حَرْب سابح ذُو علالة ... اجش هزيم والرماح دواني)
(اذا قلت اطراف الرماح تنوشه ... مرته بِهِ الساقان وَالْقَدَمَانِ)
٣٤ - وَقَالَ صَالح بن جنَاح اللخمى أموى الشّعْر
(لَئِن كنت مُحْتَاجا الى الْحلم اننى ... الى الْجَهْل فِي بعض الْأَحَايِين أحْوج)
1 / 15
(ولى فرس للحلم بالحلم ملجم ... ولى فرس للْجَهْل بِالْجَهْلِ مسرج)
(فَمن شَاءَ تقويمي فانى مقوم ... وَمن شَاءَ تعويجي فانى معوج)
(وَمَا كنت ارضى الْجَهْل خدنا وَلَا اخا ... ولكننى ارضى بِهِ حِين احرج)
(فان قَالَ بعض الْقَوْم فِيهِ سماجة ... لقد صدقُوا والذل بِالْحرِّ اسمج)
٣٥ - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى جاهلى
(أحولى تنفض استك مذرويها ... لتقتلنى فها أَنا ذَا عمارا)
٣٦ - وَقَالَ خزز بن لوذان جاهلى وتروى لعنترة بن شَدَّاد
(لَا تذكرى فرسى وَمَا اطعمته ... فَيكون جِلْدك مثل جلد الجرب)
٣٧ - وَقَالَ الْحَارِث بن عبدا العبسى جاهلى
(قربا مربط النعامة منى ... لقحت حَرْب وَائِل عَن جيال)
1 / 16
(قرباها فِي مقربات عِجَال ... عابسات يثبن وثب السعالى)
(قربا مربط النعامة منى ... جد امْر للمعضلات الثقال)
(قربا مربط النعامة منى ... تبتغى الْيَوْم قوتى واحتيالى)
(قربا مربط النعامة منى ... باذلا مهجتى لزرق النصال)
(لم اكن من جناتها علم الله ... وإنى بحرها الْيَوْم صال)
٣٨ - وَقَالَ بشار بن برد العقيلى
(من شعراء بنى الْعَبَّاس وَهُوَ اول الْمُحدثين)
(اذا مَا غضبنا غضبة مضرية ... هتكنا حجاب الشَّمْس اَوْ قطرت دَمًا)
(اذا مَا أعرنا سيدا من قَبيلَة ... ذرى مِنْبَر صلى عليناوسلما)
٣٩ - وَقَالَ عنترة بن شَدَّاد العبسى جاهلى
(إنى امرء من خير عبس منصيا ... شطرى وأحمى سائرى بالمنصل)
٤٠ - وَقَالَ زُهَيْر بن أَبى سلمى المزنى جاهلى فِي مَعْنَاهُ
(من يلق يَوْمًا على علاته هرما ... يلق السماحة مِنْهُ والندى خلقا)
1 / 17
٤١ - وَقَالَ آخر قيس بن زُهَيْر العبسى
(تركت الركاب لأربابها ... وأكرهت نفسى على ابْن الصَّعق)
(جعلت يَدي وشاحا لَهُ ... وَبَعض الفوارس لَا يعتنق)
٤٢ - وَقَالَ آخر
(يَا عَمْرو لَو نالتك أرماحنا ... كنت كمن تهوى بِهِ الهاوية)
(ألفيتا عَيْنَاك عِنْد الْقَفَا ... أولى فَأولى لَك ذَا واقيه)
٤٣ - وَقَالَ عَمْرو بن معدى كرب الزبيدى
(الْحَرْب اول مَا تكون فتية ... تسْعَى بزينتها لكل جهول)
(حَتَّى إِذا حميت وشب ضرامها ... عَادَتْ عجوزا غير ذَات حليل)
(شَمْطَاء جزت رَأسهَا وتنكرت ... مَكْرُوهَة للشم والتقبيل)
٤٤ - وَقَالَ عَليّ بن ابي طَالب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وتروى لحسان بن ثَابت
(نَحن الْخِيَار من الْبَريَّة كلهَا ... ونظامها وزمام كل زِمَام)
1 / 18
(الخائضو غَمَرَات كل كريهة ... والدافعون حوادث الْأَيَّام)
(والمبرمون قوى الْأُمُور بعزمهم ... والناقضون مرائر الإبارم)
(فِي كل معركة تطير سُيُوفنَا ... فِيهَا الجماجم عَن فراخ الْهَام)
(وَترد عَادِية الْخَمِيس رماحنا ... وتقيم رَأس الأصيد القمقام)
(فَالله أكرمنا بنصر نبيه ... وبنا أَقَامَ دعائم الْإِسْلَام)
٤٥ - وَقَالَ مُعَاوِيَة بن ابي سُفْيَان يُخَاطب عليا ﵇ وَقيل بل قَالَهَا كَعْب بن جعيل
(اتاني امْر فِيهِ للنَّاس غمَّة ... وَفِيه اجتداع للأنوف اصيل)
(مصاب امير الْمُؤمنِينَ وهدة ... تكَاد لَهُم صم الْجبَال تَزُول)
(سأبكى ابا عَمْرو بِكُل مثقف ... وبيض لَهَا فِي الدارعين صليل)
(فَللَّه عينا من رأى مثل هَالك ... اصيب بِلَا ذَنْب وَذَاكَ جليل)
(فَأَما الَّتِى فِيهَا الْمَوَدَّة بَيْننَا ... فَلَيْسَ إِلَيْهَا مَا حييت سَبِيل)
(سألقحها حَربًا عوانا ملحة ... وإنى بهَا من عامها لكفيل)
1 / 19
٤٦ - وَقَالَ أَبُو الْعَلَاء ثَابت قطنة العتكى أموى الشّعْر
(المَال نهب الدَّهْر مَا أَخَّرته ... وَيكون حظك مِنْهُ مَا يتَقَدَّم)
(امضى وظل الْمَوْت تَحت ذؤابتى ... ويظن صحبى اننى لَا اسْلَمْ)
(فَسلمت وَالسيف الحسام وصعدة ... سمراء يجرى بَين اكعبها الدَّم)
(وَأَنا ابْن عمك يَوْم ذَلِك دنية ... وَأَنا الْبعيد إِلَيْك مِنْك المجرم)
٤٧ - وَقَالَ ابو محجن الثَّقَفِيّ لما حَبسه سعد بن ابى وَقاص
(كفى حزنا ان ترتدى الْخَيل بالقنا ... وأترك مشدودا على وثاقيا)
٤٨ - وَقَالَ الْأَعْشَى عبد الله بن خَارِجَة الشيبانى اموى الشّعْر
(وَلَا انا فى امرى وَلَا فِي خصومتى ... بمهتضم حقى وَلَا سَالم قرنى)
٤٩ - وَقَالَ عبد الْملك بن مُعَاوِيَة الحارثى اموى الشّعْر وَقد رَوَاهَا الْبَعْض لحجين بن حجر الغسانى وَالله اعْلَم
(يلقى السيوف بِوَجْهِهِ وبنحره ... وَيُقِيم هامته مقَام المغفر)
1 / 20