9
ومن المحتمل أن الراغبين في التطهر من التلوث بجريمة الدم كانوا يلجئون إليها. أما في إليوسيس، فقد نظمت أسرة اليومولبيداي
Eumolpidae
اليوباتريدية ملاحظة طقوس الأسرار الدينية، وقدمت رئيس الكهنة الخاص بالعيد، وكونت هيئة تفسير القانون المقدس، كما كونت، في حالات معينة، محكمة للنطق بالحكم في قضايا المخالفات الدينية. كذلك كانت هناك طائفة يوباتريدية أخرى هي طائفة الكيروكيس
Ceryces ، قدمت الكهنة الأقل أهمية، واشتركت مع عائلة اليومولبيداي في الاضطلاع بطقوس الرسامة الدينية. ولا نعرف إلى أية أسرة من أسر إليوسيس اليوباتريدية العديدة ينتمي هذا الشاعر. بيد أن مولده في ظل القداسة الشهيرة للأهداف الدينية الأكثر نقاء، قد ضمن لشبابه فترة أعده لمهمته فيها نفوذ الأسرار المقدسة الثابت فيما يختص بالأم وبالفتاة. ليس كمدرس للدين، وإنما كمعلم متدين لشعبه عن طريق الفن الدرامي.
بينما لا يمكن تفنيد احتمال تأثير هذا النفوذ على ذلك الشاعر النامي فإن هناك مسألة لا تزال بغير جواب: هل كان أيسخولوس من المرسومين فعلا لتلك الأسرار؟ فإذا كان كذلك، فلا بد أنه كان خبيرا بتلك الطقوس كاملة حتى لا يكون جاهلا بأية مظاهر يسبب إفشاؤها الكفر أو التجديف. فهل كان استقلاله عن الأخلاقيات السائدة وقتذاك، وميله إلى الهرطقة الميثولوجية التي نجد الدليل المناسب عليها في التراجيديات، وهل كان اتصاله القريب بالمعبد، قد جعله كل ذلك يحس بعدم الحاجة إلى التقديس الإليوسياني؟ ومع ذلك، يقول أريسطو، ويؤيده كلمنت
Clement
السكندري، إن ذلك الشاعر، عندما اتهم بالكفر لإفشائه نقطا معينة من تلك الأسرار، لجأ إلى تبرئة نفسه معتذرا بأن خطأه يرجع إلى التهاون؛ إذ لم يلاحظ أن المسائل موضوع التهمة كانت ضمن أسرار طقوسها. ويمدنا هيراقليديس بونتيكوس
Heracleides Ponticus
تلميذ أريسطو بتفاصيل (وربما كانت غير حقيقية) مؤداها أن أيسخولوس كاد يعدم في المسرح، ولكنه أفلت بالتجائه إلى مذبح ديونيسوس، وأنه عندما قدم للمحاكمة أمام الأريوباجوس
अज्ञात पृष्ठ