قال لها بصوت يملؤه الغضب المحتقن والخوف والتوتر الشديد: «لو حاولت أن تؤذيني سأقتلك.»
قلبها على ظهرها مجددا ونزع عنها سروالها الداخلي حتى وصل إلى عقبيها. حاولت التركيز على وجهه، كي تسجل صورته في ذاكرتها؛ لأنها أرادت التعرف عليه لو ظلت حية. غمرتها رائحة عرقه ثم شعرت بشيء مرتخ بين فخذيها. كان يقول: «أيتها العاهرة.» مرارا وتكرارا، علاوة على كلمات أخرى لم تستطع فهمها - كان يتمتم بكلمات متكررة كالمعتوه - وحين وصل أخيرا إلى ما يشبه الانتصاب، صاح وأخذ يضربها على وجهها بإحدى يديه، بينما يحاول أن يدفع قضيبه داخلها باليد الأخرى. وعلمت أنه قضى وطره حين شعرت بتدفق المني على ساقها.
وقف فوقها وصاح: «لا، لا، لا، لا، لا.» ورأته يحمل قطعة خشبية قصيرة وأخذ يضربها بها بينما وضعت ذراعيها حول رأسها في محاولة لحماية نفسها.
أفاقت في عنبر الحالات الحرجة في مستشفى سان فرانسيسكو العام، وهي غارقة في ظلام دامس مليء بالألم. كان من شأن الألم والارتباك أن يزولا، غير أن الظلام بدا لها بلا نهاية. لقد تركها المغتصب بين الحياة والموت، تعاني من كسور عدة بالجمجمة ونزيفا بالمخ، ورغم أن الجراحين تمكنوا من تقليل الأذى الذي أصاب دماغها، فقد تضرر عصبها البصري على نحو يستحيل إصلاحه؛ صارت عمياء.
للحظة من الوقت أدركت ديانا مكانها وزمنها. فقالت بصوت غير مسموع داخل البيضة: «رجاء، لا مزيد!» تغير شيء ما بعدها، وتحركت شذرات الذكريات على نحو أسرع، أسرع مما تستطيع متابعته. ومع ذلك فقد كانت تعلم القصة التي ترويها:
تحت تأثير عملية استدعاء للذكريات مستحثة عن طريق العقاقير، تمكنت ديانا من تقديم وصف دقيق للرجل، وأدى هذا الوصف، علاوة على تطابق الحمض النووي المأخوذ من بقايا المني الموجودة على ساقيها، إلى تحديد هوية الرجل، وهو شخص يدعى رونالد ميريل كان قد أتى إلى كاليفورنيا من فلوريدا، التي كان قد أدين فيها بالاغتصاب والاعتداء. كان وحشا مثيرا للشفقة، هكذا أخبروها، مخبولا مصابا باضطراب الشخصية الحدي، تعرض في طفولته لاعتداء بدني وجنسي عنيف، وكان يتمتع كذلك بقوة بدنية كبيرة. بعدها بأسابيع ألقي القبض عليه في متنزه جولدن جيت بارك - في أثناء بحثه عن ضحية جديدة حسب اعتقاد الشرطة - وبعدها بأقل من ثلاثة أشهر حكم عليه. ونتيجة لارتكابه جريمتي اغتصاب همجيتين، تلقى عقوبة شديدة تمثلت في الإخصاء الكيميائي والسجن مدى الحياة، دون إمكانية لإطلاق السراح المشروط.
وهكذا انتهى ذلك الفصل من حياتها.
غير أن فترة النقاهة أخذت وقتا أطول كثيرا من هذا، وأخذت مسارا دقيقا متذبذبا. وحتى باستخدام العلاجات التي قللت من أثر الصدمة على المدى البعيد عبر مزيج من عمليات التعديل السلوكي والكيميائي؛ فقد ظل غضبها وخوفها ملازمين لها خلال الشهور التي كانت تتعافى فيها وتتلقى دروسا عن الحياة كعمياء.
ومع ذلك، فما إن اكتسبت القدرة الأساسية على العيش بمفردها حتى صارت شديدة النشاط، ومختلفة تماما عما كانت عليه من قبل. وتحديدا، لم تعد تهتم بما يريده الآخرون منها. فمنذ سنواتها المدرسية المبكرة في كروكيت، تلك المدينة الواقعة في الطرف الشرقي لتجمع إيست باي السكني، كانت على الدوام طالبة استثنائية بطريقة متحفظة؛ ألمعية ومطيعة لأوامر الآخرين، وتوجه نفسها لإرضائهم. والآن صارت فتاة عمياء في الثامنة والعشرين، حاصلة على الدكتوراه، وكل شيء سعت إلى تحقيقه - ويشمل ذلك درجتها الجامعية - بدا عديم المعنى تافها؛ لم تستطع أن تتصور لماذا كانت تكترث بأي من ذلك من الأساس.
قررت أن تصبح طبيبة. كانت تمتلك الخلفية الكافية، وكانت تعلم أن بمساعدة قوانين تكافؤ الفرص يمكنها إجبار إحدى الكليات على قبولها. وبمجرد قبولها، ستفعل كل ما هو ضروري؛ فمن الممكن تدريب الروبوت المساعد الذي وفرته لها الدولة على القيام بما لا تستطيع هي القيام به. ستمضي فيما تريد، وتكمله، وتكتشف سبيلا كي ترى مجددا.
अज्ञात पृष्ठ