جلس جونزاليس وديانا في ساحة هالو المركزية برفقة ليزي. كانت أضواء - حمراء وزرقاء وخضراء - متجمعة في فروع أشجار القيقب كثيفة الأوراق التي كانت تحيط بالساحة. كان دخان شوايات البائعين يملأ الهواء برائحة اللحم والسمك المشويين. وعلى مقربة، كانت مصاعد يغمرها ضوء أصفر تصعد الشعاع السادس. كان بعض الناس يتمشون في أرجاء الساحة، بينما جلس البعض الآخر في مجموعات صغيرة، وقد أحدثت أصواتهم ضجيجا خافتا من الهمهمة في الخلفية.
قالت ليزي: «أيها النادل.» فجاء إليها أحد الروبوتات يتهادى على عجلاته، ثم توقف عند طاولتهم ووقف في صمت. سألته: «ماذا لديكم اليوم؟»
قال: «لدينا كيفيش مصنوع منذ ساعات قلائل، يقول الجميع إنه طيب المذاق للغاية، وهو مصنوع من سمك تونا مأخوذ من المربى المائي، يمكنكم أيضا تناوله مشويا. أما لمحبي تناول اللحوم فلدينا لحم ماعز مشوي على السفود. وغير ذلك هناك أطباق السوشي، والسلاطة، والسوكياكيس.»
تساءلت ليزي: «كيفيش للجميع، ما رأيكم؟»
قالت ديانا: «لا مانع.» وأومأ جونزاليس موافقا.
قالت ليزي: «وأحضر لنا طبقين كبيرين من السلاطة، وسوشي للجميع، وعددا من الأطباق الفارغة. ما رأيكما ببعض الجعة المحلية؟» أومأ الاثنان موافقين.
قال الروبوت: «نعم آنسة جوردان. وكثير من الخبز كالمعتاد؟»
قالت: «بالتأكيد، أشكرك.»
كانت خيوط من الضوء تميز حدود المنطقة التي كانوا يجلسون فيها. وفوق بوابة شبكية بيضاء كانت ثمة حروف حمراء من النيون تقول «المقهى الافتراضي». كان هناك نحو عشرين طاولة موزعة في الأرجاء، ومزهريتان خزفيتان بيضاويان بارتفاع مترين تنبثق منهما زهور برية. كان نحو نصف الطاولات يجلس إليها أشخاص، وأخذت روبوتات الخدمة تتنقل في صمت بينها، بعضها يحمل صواني فضية كبيرة من الطعام. كان البعض الآخر يقطع الخضراوات بسرعة أو يقطع شرائح حمراء سميكة من التونة، بينما وقف البعض الآخر عند أواني الطهي؛ حيث كان يطهو الخضراوات بالزيت الساخن باستخدام بعض الأذرع العنكبوتية. ومن وقت إلى آخر كان أحد الروبوتات يمد مجسا ويلصقه في جسد الماعز الذي يدور على السفود.
رفع الروبوت صينية كبيرة على أذرعه الرفيعة، وعلى الصينية كانت توجد أطباق من الخبز الفرنسي وسلطانية من الزبد، وزجاجات داكنة من جعة الملائكة، على ملصقاتها الفضية كان يوجد شكل خنثوي باللون الأبيض عاقدا ذراعيه وله جناحان مريشان مبسوطان فوق رأسه.
अज्ञात पृष्ठ