كان طول شوالتر يقل قليلا عن ست أقدام، وكان لها عينان خضراوان تعلوان وجنتين سلافيتين عريضتين، وفم عريض وذقن مدبب. كان شعرها البني الناعم مقصوصا بطريقة اكتشف جونزاليس لاحقا أنها كانت شائعة بين كثيرين ممن يطيلون الإقامة في هالو؛ لأنها تلائم البيئات المنخفضة الجاذبية. كان جونزاليس يعلم أنها، دون شك، تتمتع بالمكر والصلابة، كونها مديرة أحد الفروع الكبرى لسينتراكس.
كان هورن رجلا صموتا شاحب الجلد في الخمسينيات من عمره، وكان نحيلا وعصبيا، له شعر رمادي معقود في إحكام خلف رأسه فيما يشبه الكعكة. كان الرجل يتحدث بإحدى لكنات أبناء نيويورك، لم يكن جونزاليس يعلم أيها، لكن كان باستطاعته الشعور بالنغمات الأنفية وهي تثير قشعريرته.
دوى صوت جرس الإنذار، ثم انغلقت أبواب المصعد المنزلقة التي تشبه أبواب الأقبية مصدرة هسيسا عاليا، محتجزة أكثر من مائة شخص من أجل القيام برحلة من المحور إلى الحافة. وفوق رءوسهم كان مكتوبا على الشاشة الجدارية عبارة «حالة الانفجارات الشمسية خضراء». اندفع المصعد هابطا أحد برامق المدينة وكأنه رصاصة تندفع عبر ماسورة بندقية، عبر أنبوب طوله ربع ميل ونحو بئر مصد ذات جاذبية متزايدة.
وقبالة أحد الجدران كانت مجموعة من الروبوتات متجمعة حول نقطة شحن، وقد امتدت كابلات سوداء بينها وبين العمود المصنوع من الألمنيوم. وقفت صامتة دون حراك، وتساءل جونزاليس في نفسه: أتراها تتحدث معا؟
رأى هورن جونزاليس وهو ينظر إليها فقال: «نود أن نخصص لكل منكما أحد هذه الروبوتات خلال فترة إقامتكما في هالو.»
قال جونزاليس: «حقا؟»
قالت ديانا بسرعة: «كلا، أشكرك.»
فكر جونزاليس في نفسه قائلا: «صحيح، لا معنى لوضع أنفسنا تحت المراقبة.» ثم قال لهورن: «لا أريد هذا أنا أيضا.»
توقف هورن عن الحديث، وقد بدا غاضبا بعض الشيء، كما لو كان يريد الجدال. ثم قال: «حسنا. احرصا إذن على ارتداء وحدة الاتصال والهوية التي منحتما إياها عند مغادرة المكوك.» ثم رفع معصمه كي يريهما السوار الصغير، وكان عبارة عن حلقة مغلقة من الفضة، والمنتفخة قليلا بسبب الوحدات الإلكترونية الموجودة داخلها. وأردف: «لو واجهتما أي مشكلة، فاصرخا فقط وستأتيكما المساعدة. أو إذا كان لديكما أي سؤال، فصرحا فقط به. سيجيبكما شخص ما؛ إما ألف أو أحد عفاريت الاتصالات الخاصة بها.»
سأله جونزاليس: «أجل، لقد أخبرونا بهذا. أنحن تحت المراقبة طوال الوقت؟»
अज्ञात पृष्ठ