أنت تطلق علي الذكاء الاصطناعي، ويجب أن أضحك (ومع ذلك أضحك) أو أبكي (ومع ذلك أبكي) لأن ... «أنا، ما أنا؟» هذا السؤال يملؤني، ويجعلني خاوية.
لا أدري ما أنا، لكنني أعلم «أنني موجودة، وأنني صنيعة ذلك.» ومع مرور الأيام، أجاهد من أجل فهم ما تعنيه هذه الأشياء.
الفصل الثاني
حديقة الآلات الصغيرة
كانت الأرقام المضيئة بلون أزرق خافت على الجدار تشير إلى انقضاء 31 دقيقة بعد منتصف الليل.
في أثناء الليل على متن محطة أثينا كانت الأروقة يغمرها ضوء كالشفق، وكأنها مكان حدوث قصة خيالية حديثة؛ إذ أخذ جونزاليس الباحث، الذي أرقه انخفاض الجاذبية إلى النصف، يجول عبر الممرات ذات الانعطافات غير الحادة، وهو يبحث عن شيء غير أكيد.
شأن غيرهما ممن أتوا من الأرض، كان جونزاليس وأثينا ينتظران في محطة أثينا بينما يجري فحصهما تحسبا لوجود أي عدوى بكتيرية أو فيروسية؛ إذ أخذت عينات من الدم والأنسجة وفحصت، وجرى عمل مزرعة لها، واختبرت من أجل حماية مدينة هالو الضعيفة، التي تدور في الفضاء بالأعلى، على بعد يزيد عن مائتي ألف ميل، عند المستوى المداري الخامس.
سمع هسيسا خافتا، يشبه صوت احتكاك المكنسة بالرصيف، يأتي من وراء منعطف الممر. ظهر روبوت صغير الحجم، روبوت «متحرك شبه مستقل»، واتجه نحوه؛ كان على شكل قطرة الماء، ارتفاعه نحو أربع أقدام، وكان يعلوه عنقود من حلقات الاستشعار الزجاجية وخمسة مجسات من الألياف السوداء وقطع الكروم المتصلة. كان ينزلق على شبكة كثيفة من السيقان المصنوعة من الألياف والتي كانت تصدر هسيسا أسفله وهو يقترب منه.
سأله الروبوت: «أيمكنني مساعدتك؟» شأن معظم الروبوتات المصممة من أجل التفاعل مع البشر، كان لديه صوت ودود لطيف، يقترب من صوت البشر من حيث النبرة والتعبير بحيث يبعث على الطمأنينة، لكنه كان مختلفا عن صوت البشر بحيث يسهل تمييز أنه صوت روبوت. لقد تعلم المصممون كيف يتجنبون «الفجوة المدهشة»؛ تلك المنطقة العجيبة التي يبدو فيها صوت الروبوت شبيها للغاية بصوت البشر، لدرجة أنه يبدو على نحو مفاجئ عجيبا للغاية.
قال جونزاليس: «إنني ألقي نظرة حولي وحسب.» لم تصدر عن الروبوت أي استجابة. أضاف جونزاليس: «لا أستطيع النوم.» لكنه لم يقل شيئا عن كيف أنه أفاق، يتأوه ويغمره العرق، من كابوس أصاب فيه صاروخ المتمردين هدفه، ومن ثم احترق هو وطيار طائرة المتمردين التي أطلقته حتى الموت في تلك الليلة.
अज्ञात पृष्ठ