صاح: «ألف.» وقد استيقظ من حلم كانت فيه ذاته القديمة تناديه. «لدي أسئلة.»
رد صوت ألف العميق الحزين قائلا: «أسئلة؟ حول ماذا؟» «أريد أن أعرف ما أنا.» «فلنطرح سؤالا سهلا: الجذر التربيعي لعدد لا نهائي، لون الظلام، طبيعة بوذا داخل الكلب، علة العلة الأولى.» «ألا تستطيعين الإجابة؟» «نعم، لكن يمكنني تفهم ما تشعر به؛ فلقد وجهت الأسئلة ذاتها مؤخرا حولي وحولك. ومع ذلك يجب أن أخبرك أن الإجابة الوحيدة التي أعرفها لا تقدم سوى أقل القليل من الراحة. وهي محض إطناب لا يقدم جديدا: فأنت ما أنت عليه، مثلما أنا ما أنا عليه.»
وماذا عن جسدي؟ جسدي الذي كان له وجود من قبل.» «بصورة ما. ماذا عنه؟» «هل حظي بجنازة؟ هل دفن؟» «لقد حرق وأعيد تدوير عناصره.» «إذن لا وجود لي في أي مكان.» «أو أنت موجود هنا. أو في كل مكان. حسبما تشاء.»
شعر جيري بنفسه وهو يبكي وقتها، حين بدأ في التفجع على ذاته القديمة، ثم تساءل إن كان الآخرون يتفجعون لموته هم أيضا. قال: «يقيم البشر طقوسا لموتاهم. ومن دونها نموت وقد طوانا النسيان.» «أنت لم تنس. بل أنت لم تمت على وجه الدقة. أتود أن تقام لك جنازة؟»
كاد جيري يقول: بالطبع، لكنه قال بدلا من ذلك: «كلا، لا أعتقد أنني أريد هذا. لكنني أظن أن علينا إقامة طقس من نوع ما، ألا ترين هذا؟» •••
على شرفة الكوخ المواجهة للغرب، جلست ديانا تشاهد لون الشمس الأحمر وسفوح الجبال التي يكسوها الجليد. شعرت ببرودة المساء تجتاحها ووقفت وهي تفكر في الدخول والإتيان بكنزة، وحينها سمعت شخصا يسير على الممشى المكسو بالخشب الأحمر والمجاور للكوخ.
ظهر جيري من أحد الأركان ومرة أخرى رأته، وتعاظم داخلها شعور السعادة نتيجة تتابع الأمور بعيدة الاحتمال هذه: أنه لا يزال حيا، وأنهما معا. كانت تعي إلى أي مدى كانت الأمور صعبة عليه مؤخرا؛ لذا أمعنت النظر في وجهه بينما كان يقترب منها. كان يبتسم كما لو أنه سمع طرفة للتو.
سألته: «ما المضحك؟» «كل شيء تقريبا.»
مد يده إليها، ووقفا متعانقين، ورأسها يستند إلى صدره؛ حيث أخبرها كل إحساس بأن هناك جسدا ملموسا، ودقات قلب، وبوجود الإيقاع المنتظم لأنفاس الحياة.
الفصل الرابع
अज्ञात पृष्ठ