हल्लाज
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
शैलियों
يقول أحمد بن فاتك:
19 «لما حبس الحلاج ببغداد كنت معه، فأول ليلة جاء السجان وقت العتمة، فقيده ووضع في عنقه سلسلة، وأدخله بيتا ضيقا، فقال له الحسين: لم فعلت بي هذا؟ قال: كذا أمرت. فقال له الحلاج: الآن آمنت مني؟ قال: نعم، فتحرك الحلاج فتناثر الحديد عنه كالعجين، وأشار بيده إلى الحائط فانفتح فيه باب، فرأى السجان فضاء واسعا، فعجب من ذلك، ثم مد الشيخ يده، وقال: الآن افعل ما أمرت به، فأعاده كما فعل أول مرة، فلما أصبح أخبر السجان الخليفة المقتدر بذلك فتعجب، وتعجب الناس.»
ويقول محمد بن عفيف:
20 «لما رجعت من مكة ودخلت بغداد، أردت أن ألقى الحسين بن منصور، وكان محبوسا قد منع الناس عنه، فاستعنت معارفي وكلموا السجان، وأدخلني عليه، فدخلت السجن والسجان معي، فرأيت دارا حسنة، ورأيت في الدار مجلسا حسنا، وفرشا حسنا، وشابا قائما كالخادم، فقلت له: أين الشيخ؟ فقال: مشغول بشغل. فقلت: ما يفعل الشيخ إذا كان جالسا ها هنا؟ قال: ترى هذا الباب، هو إلى حبس اللصوص والعيارين، يدخل عليهم ويعظهم فيتوبون. فقلت: من أين طعامه؟ فقال: تحضره كل يوم مائدة عليها ألوان الطعام، فينظر إليها ساعة، ثم ينقرها بإصبعه، فترفع ولا يأكل، فإذا الحلاج قد خرج إلينا، فرأيته حسن الوجه، لطيف الهيئة، عليه الهيبة والوقار.
فإذا هو سلم علي وقال: من أين الفتى؟ قلت: من شيراز، فسألني عن مشايخها فأخبرته، وسألني عن مشايخ بغداد فأخبرته، فقال: قل لأبي العباس احتفظ بتلك الرقاع،
21
ثم قال: كيف دخلت؟ فأخبرته ... فدخل أمير الجيش يرتعد، فقال له: ما لك؟ قال: سعي بي إلى أمير المؤمنين بأني أخذت رشوة، وخليت أميرا من الأمراء، وجعلت مكانه رجلا من العامة، وها أنا ذا أحمل لتضرب عنقي! فقال: امض لا بأس عليك، فذهب الرجل، وقام الشيخ إلى صحن الدار، وجثا على ركبتيه، ورفع يديه، وأشار بمسبحته إلى السماء، وقال: يا رب، ثم طأطأ رأسه حتى وضع خده على الأرض، وبكى حتى ابتلت الأرض من دموعه، وصار كالمغشي عليه.
وبينما هو على تلك الحال، دخل أمير الجيش، فقال: عفي عني. قال ابن خفيف: وكان الحلاج جالسا في طرف الصفة، وفي آخر الصفة منشفة، وكان طول الصفة خمس أذرع، فمد يده وأخذ المنشفة، فلا أدري أطالت يده، أم جاء المنديل إليه، فمسح وجهه بها، فقلت: هذا من ذاك.»
ويقول زنجي - أكبر رواة محاكمة الحلاج، وصديق الوزير حامد:
22 «كنت يوما وأبي بين يدي حامد، ثم نهض من مجلسه وخرجنا إلى دار العامة، وجلسنا في رواقها، وحضر هارون بن عمران الجهبذ فجلس بين يدي أبي ولم يحادثه، فهو في ذاك إذ جاء غلام حامد الذي كان موكلا بالحلاج، وأومأ إلى هارون بن عمران أن اخرج إليه، فنهض من المجلس مسرعا، ونحن لا ندري ما السبب. فغاب عنا قليلا، ثم عاد وهو متغير اللون جدا، فأنكر أبي ما رآه منه، وسأله عنه، فقال: دعاني الغلام الموكل بالحلاج، فخرجت إليه، فأعلمني أنه دخل إليه ومعه الطبق الذي رسم أن يقدمه إليه في كل يوم، فوجده ملأ البيت من سقفه إلى أرضه، وملأ جوانبه، فهاله ما رأى من ذلك، ورمى بالطبق من يده، وخرج من البيت مسرعا، وإن الغلام ارتعد وانتفض وحم! وبقي هارون يتعجب من ذلك.»
अज्ञात पृष्ठ