हल्लाज
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
शैलियों
كانت شخصية تملأ عين من يراها سحرا، وتملأ قلب من يشاهدها إجلالا، وتملك فوق هذا وذاك قدرة الإيحاء الذي يطلق الأمل الحي في قلوب الدعاة المؤمنين، ويرسم الغد الجميل للقانطين واليائسين.
كان الحلاج يبشر بمنهج فيه بريق التصوف وروحانيته وإشراقه، وفيه أهداف السياسة الإيجابية البناءة.
كما كان يقول المستشرق ماسنيون يهدف إلى قيام خلافة ليس بينها وبين الجمهور نفور سياسي، ويعمل كي يزيل من شعوب الدولة ما بينها من نفور اجتماعي، ويزيل ما بين الفرق من نفور ديني، ويحطم ما بين الطبقات من تفاوت مادي.
منهج إيجابي للإصلاح السياسي والاجتماعي، يظلله ويدعمه منهج روحي، قوامه الدعوة إلى حكومة الأتقياء الأولياء الذين يملئون الأرض عدلا وقسطا، ويملئون القلوب إيمانا وحبا، الحكومة الربانية المهتدية التي ستعيد عهد حكومة الرسول، بكل ما فيها من عدل وقوة، ومحبة وعبادة.
أو كما يقول الحلاج: «خلافة ربانية تشعر بمسئوليتها أمام الله، مما يجعل الله يرضى عن قيام المسلمين بفروض دينهم، من صيام وصلاة، وحج وزكاة.»
وبذلك يربط الحلاج بين صلاح الحكم، وقبول الله سبحانه للعبادة من عباده المؤمنين.
فلن يقبل الله عبادة عابد، تحت ظل حكم فاسد - كما يقول - وأولياء الله حقا في منهجه، هم الذين يحملون أمانة الرسل في الإصلاح العام، وهم الذين يقودون الإنسانية إلى الله، وإن واجبهم أن يستشهدوا، أو ينتصروا.
ذلك إيمان الحلاج، وتلك دعوته، التي انبثقت منها صيحته الكبرى ذات الرنين الخلاب.
صيحة الخلافة، التي يتولى القيادة فيها والزعامة، القطب الولي الأكبر، الذي له خلافة الظاهر والباطن، القطب الزعيم الذي ارتبط قلبه بالله، فقام به وتلقى عنه، القطب الذي يمشي على خطو الأنبياء ومنهجهم، ويحقق بأعماله رسالتهم.
القطب الذي سيقود العالم الإسلامي، بل الإنسانية كافة، إلى معارج الكمال القرآني، وآفاق الحب الإلهي، فيصبح الإنسان جديرا بخلافة الله.
अज्ञात पृष्ठ