हल्लाज
الحسين بن منصور الحلاج: شهيد التصوف الإسلامي (٢٤٤–٣٠٩ﻫ)
शैलियों
والخارقة أو الكرامة من الأمور التي يكاد الإجماع ينعقد على جوازها للصفوة الممتازة المختارة، من المؤمنين البررة، يجريها الله سبحانه على أيديهم ، تثبيتا لهم، إو إظهارا لمقامهم، فضلا منه سبحانه وكرما.
والصوفية يجعلون الكرامة من طبيعة حياتهم الروحية المضيئة، ويقولون: إن الولاية لم يدعها في الإسلام سواهم، وهي آية صدقهم وتقواهم.
ولكن الصوفية مع هذا لا يكبرون من شأن الكرامة، ولا يعتزون بالخارقة، بل يرونها من أنواع الابتلاء، وأن الوقوف معها من علامات النقص.
والكرامة الكبرى عندهم هي ترقيهم في معارج الكمال الخلقي والروحي، وثباتهم في هذه المعارج، وتذوقهم لها، مع حفظ جوارحهم وقلوبهم وألسنتهم حفظا ربانيا، هو علامة الرضا، وآية القبول، ودليل الكرامة الأعلى.
يقول سهل بن عبد الله التستري: «أكبر الكرامات أن تبدل خلقا مذموما من أخلاق نفسك بخلق محمود.»
ويقول أبو القاسم الجنيد: «إن الاتكال على الكرامات أحد الحجب التي تمنع المختار من النفوذ إلى صومعة الحق المحجبة.»
ويقول أبو الحسن الخرقاني: «الكرامات أول مراحل ألف في الطريق إلى الله.»
الحلاج والحب الإلهي
مفتاح شخصية الحلاج هو حبه الإلهي، فهو سمته وطابعه، وهو الذي شكل ملامحه الروحية، وكون معارفه الذوقية، وهو معراجه الذي صعد عليه، مستهدفا الوصول إلى شيء يدق على التعبير، ويسمو على التصور والتصوير، إلى الفناء في المحبوب الأسمى، فناء يمنحه الخلود والبقاء، ويضفي عليه بهاء الرجل الإلهي.
عاش الحلاج بالحب وللحب، فهو قوته الروحي، وغذاؤه القلبي، وهو ملهب أشواقه، ومبدع مواجيده، ومطلق ألحانه، وهو أفقه الفسيح المتلألئ، الذي تترقرق فيه الأنوار، وتتجلى فيه الأسرار.
अज्ञात पृष्ठ