[21] وهذا الذي قلته بأخرة في امر العقل هو من اشرف ما يقال فيه اذ كان من جنس الاقاويل التي يقال لها التحليل لانه هو المتقدم على جنس الاقوال التي يقال لها التركيب.
[22] الطريق الثالث
وهذا الطريق هو مأخوذ من القوة والفعل
[23] وذلك أن من البين ان القوة بما هي قوة انما تقال بالاضتفة الى الفعل ولما كان العقل الهيولاني عقلا بالقوة وجب أن يكون انما هو عقل بالقوة على عقل بالفعل ليس فيه قوة اصلا ولما كان العقل الذي بالملكة عقلا بالقوة لا عقلا بالفعل وجب ان يكون العقل الهيولاني انما هو بالقوة على عقل بالفعل ليس فيه قوة اصلا
[24] وان كان وقتا ما بالقوة على عقل ليس هو غقلا بالفعل فانما هو قوي عليه ليكون به مستعدا وقابلا بمثل هذا العقل الذي لا تشويه قوة اصلا
[25] واذا كان قويا على مثل هذا العقل وكل قوة لا بد ان تخرج الى الفعل فبالضرورة ما يلزم ان يعقل بأخرة للعقل المفارقاعني الفعال ومن هنه الجهة سمي مستفادا
[26] واما كون العقل الذي بالملكة وهو العلوم النظرية عقلا بالقوة فبين اذ كان لمعقولة التي هي الصور معقولة بالقوة بخلاف الامر في الحس فان الحس حس بالفعل لان المحسوس محسوس بالفعل ومن هذه الجهة كان الحس اشرف من هذا العقل الذي بالقوة بوجه ما اعني لكون الحس بالفعل والعقل بالقوة لاكن العقل وان كان عقلا بالقوة فهو بالجملة اشرف من الحس
[27] والسبب في ذلك ان العقل كلي والكلي بالقوة والمحسوس جزئي والجزئي بالفعل فاذا حست القوة الحساسة بمحسوس ما كان ما يحصل في القوة الحساسة هو معنى ذلك الشخص المحسوس المشار اليهبالفعل ووقع الادراك عليه
[28] واما اذا اتصل بالعقل التيولاني معقول من المعقولات وهو معنى كلي كأنك قلت مثلا صورة المثلث بما هو مثلث كان هذا المعنى انما يتناول صور اشخاص لا نهاية لها بالقوة فهي علم بالقوة اذ كان لمعلوم بالقوة ولذلك يعلم الانسار مثلا ان كل مثلث فزواياه لانه يعلم المثلث بما هو مثلث لا مثلثا معينا بالفعل كما هو في الحس
[29] ولذلك ليس اتصالنا بالعقل الغعال شسئا غير ان ندرك بالفعل شيئا مجردا بالكلية مثل ما ندركه بالحس.
[30] واذا كان هذا كله كما وصفنا فالذي للعقل الهيولاني بالذات وبما هو عقل هو أن يعقل ما هو في نفسه عقل بالفعل وما اتفق له اولا من ان يعقل شائا ليس هو في نفسه عقلا بالفعل وهو العقل الذي بالملكة هو بالعرض
पृष्ठ 304