हक्ध तकल्लम नसर अबू ज़ैद
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
शैलियों
القصدية: مادام هناك مؤلف لا بد أن نبحث عن القصدية، هل نصل إلى قصدية الكلام مسبقا؟ بفهم المتكلم، هكذا قال المعتزلة، وهكذا يقول الفلاسفة. لكي تحكم على الكلام بأنه صادق أو بأنه كاذب، لا بد أن تعرف المتكلم. لاحظوا أن المعيار هنا يخالف أشياء أخرى في التراث الإسلامي، فأنت تعرف الشخص، القصد، المتكلم، فإذا وثقت في قصد المتكلم فيكون أي كلام يصدر عن المتكلم صادقا، القصدية معرفة عقلية مسبقة، في فكر المعتزلة وفي فكر الفلاسفة. ولكن في فكر خصوم المعتزلة والفلاسفة أن القصدية تعرف من الكلام، أن القصد لا يمكن الوصول إليه إلا من تحليل الكلام. والفكر الحديث كله يقول هذا، أنا لا أعرف قصد المؤلف ماذا، أنا أحلل الكلام فيمكن أن أصل إلى ما يسمى القصدية، ولكن القصدية لا تتماثل تماثلا كليا مع القصدية الذهنية في عقل المؤلف، قبل أن يكتب. أنا أحاول طرح الخلافات القديمة في صيغة حديثة، وهذا ما قلت عنه في الأول: «إنني سآخذكم معي إلى المطبخ».
اللغة: هل هي وضعية اصطلاحية أو توقيفية إلهية، فإذا قلت إن الكلام من صفات الذات، فالكلام لا يفارق الذات، والكلام لغة، فاللغة مصدرها القدم، ليست وضعية اصطلاحية. طبعا كل علماء المسلمين قالوا، لكن البشر تواضعوا بعد ذلك، ولكن بناء على هذه اللغة الأصلية التوقيفية؛ لأن ظاهرة تعدد اللغات، وتعدد مستويات العلاقة بين الدال والمدلول، لم يكن لأي مفكر لغوي أن يتجاهل هذا التعدد. فقالوا إن هناك لغة قديمة هي اللغة الإلهية، وبناء على اللغة الإلهية يسهل استنباط أخرى، كأن تعلم طالبا تقول له
Man
في الإنجليزي تعني رجلا في العربي، فأنت لا تحتاج إلى إشارة، ولا أن تحضر له الرجل أمامه كي يتعرف عليه.
مبدأ التأويل: عند المعتزلة وعند الفلاسفة قائم على جدلية الوضوح (المحكم)، وعلى جدلية الغموض (المتشابه). وهذا أسميته ليس نزاعا فقط حول المعنى بل نزاع حول المبنى، ما وصلت إليه في دراسة هذا الجزء. فهذا الخطاب، وهو الآية السابعة من سورة آل عمران، وهي خطاب مستقل. إنها سجال مع النصارى، ذلك أن القرآن يتحدث عن عيسى ابن مريم بوصفه كلمة الله وروح الله، وهذا من منظور اللاهوت المسيحي - الدكتور يوسف خبير في اللاهوت الآن - يعني أبو زيد؛ يوسف زيدان - من منظور اللاهوت المسيحي اتفاق مع الأرثوذكسية. لكن أن يقال إن عيسى مخلوق، هذا يتناقض مع المسيحية الأرثوذكسية في هذا العصر. وفيه جدل حدث بين نصارى نجران، الذين أتوا إلى الرسول في المدينة، وجادلوه في هذا الأمر. هنا الطبيعة السجالية والجدلية في القرآن تتجلى،
إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ، فما هي مشكلتكم؟
خلقه من تراب . لكن في نفس الوقت نعرف أن القرآن أفاض في الميلاد المعجزي لعيسى عليه السلام. وهذا يجعلنا نعطي أهمية بالغة لسياق السجالية والجدالية. ويأتي موقف ثان يرويه ابن إسحاق، وأنا هنا آخذ الرواية فيما يسمى جوهر الحدث وليس تفاصيل الحدث؛ لأن ابن إسحاق يصف هؤلاء الرهبان الذين أتوا إلى محمد أنهم كانوا يعرفون تماما بأن محمدا على حق، وأن القرآن على حق، لكن مصالحهم لم تكن تمكنهم من الاعتراف بهذا الحق، هذا ابن إسحاق. إنما الجدل يبدو أنه وصل إلى أن القرآن يمارس سلطته النصية في أن يقول:
فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم (3/آل عمران: 61) إلى آخره
ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ، أنا لو قسيس، الحقيقة؛ أخاف، سأرعب، هذا تحد مرعب. تحليل الخطاب هنا يضع المخاطب؛ لأن الخطاب هنا يتوجه لمخاطب. وانسحبوا وأعطوا الجزية، فكيف يمارس الخطاب هذا في الجدل؟ بعد هذا، أو في وسط ذلك، خطاب آخر يقول إن هذا الفهم الذي فهمه نصارى نجران أو غيرهم.
هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله (3/آل عمران: 7)، الآية ببساطة تقول إن هؤلاء الناس من نصارى نجران، فهموا كلمة «كلمة»، وكلمة «روح» فهما غبيا؛ لأنهم في قلوبهم مرض، «زيغ»، هذا متشابه. إذن، تعميم المتشابه والمحكم على عموم القرآن، هو ناتج من تصور القرآن كنص وليس كخطاب. الطبيعة الخطابية. الآية في سورة آل عمران، وسورة آل عمران طبعا في معظمها تركز على النصارى.
अज्ञात पृष्ठ