हक्ध तकल्लम नसर अबू ज़ैद

जमाल उमर d. 1450 AH
70

हक्ध तकल्लम नसर अबू ज़ैद

هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن

शैलियों

سورة الفاتحة: صوت المتكلم هو الإنسان، في كل نصوص الابتهالات والأدعية في القرآن، صوت المتكلم هو صوت الإنسان. والمقدس مخاطب، يمكن أن يكون في صيغة الخطاب، ويمكن أن يكون في صيغة الغياب. الغائب

الحمد لله رب العالمين

أنا المتكلم والمقدس غائب

الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين * إياك

انتقلنا من الغياب إلى المخاطب، طبعا القرآن كله كلام الله، لا أريد أن أؤكد هذه المسألة، وكأني أدافع عن التحليل العلمي الذي أقوله، تحليل الأصوات هنا من داخل الخطاب، تعدد الأصوات داخل النص اسمه في البلاغة شيء آخر، اسمه الالتفات. والالتفات هو أن يكون نفس الشخص، لكن يتغير الضمير فجأة. النص السردي، والقرآن نص سردي بامتياز، نص يتميز بتعدد الأصوات، أصوات الكافرين موجودة في القرآن، قالوا، أصوات المنافقين موجودة في القرآن. وهنا تأتي خاصية الجدل وخاصية السجال، وهي خاصية من خصائص الخطاب.

المخاطبون في القرآن كثيرون، المشركون، أهل مكة، بنو إسرائيل، أهل الكتاب، اليهود. يعني ممكن أن يكون أهل الكتاب بصفة عامة، يمكن أن يكون اليهود، النصارى. تعدد المخاطبين، وتعدد أصوات المتكلم يؤدي إلى نوع من التعقد في بنية الخطاب.

نمط الخطاب كما قلت، وفحوى الخطاب. أضرب مثالا على مسألة خلافية:

وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا (17/الإسراء: 16) كل الخلاف اللاهوتي حول «أمر»، وهل هي من الثلاثي أم من الرباعي، لم يتأمل الخطاب، الخطاب تهديد لأهل مكة. وفي خطاب التهديد لا يمكن أن تحول الخطاب إلى مقولات لاهوتية.

ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين

هذا خطاب واضح قوي. فحوى الخطاب وتأثير الخطاب. الذين آمنوا واتبعوا محمدا عليه السلام، لم تصعقهم صاعقة من السماء فآمنوا، دخلوا في حوار، وفي جدل، وفي صخب. وصياغة الخطاب القرآني كان لها هذا التأثير اللغوي طبعا، كان لها هذا التأثير. فالإيمان هنا ليس اختيارا قائما على غير نمط من أنماط التعقل، إنما في شكل من أشكال التعقل.

अज्ञात पृष्ठ