हक्ध तकल्लम नसर अबू ज़ैद
هكذا تكلم نصر أبو زيد (الجزء الأول): من نص المصحف إلى خطابات القرآن
शैलियों
العقل والنقل: اختفى العقل والنقل تماما، باعتبار أن الوجود هو كلمات الله، والقرآن هو كلمات الله. نسقان من الكلام ونسقان من الدلالة، جدلية الظاهر والباطن بدلا من إلغاء الظاهر لحساب الباطن. الحقيقة والشريعة ليست ثنائية عند المتصوفة؛ ذلك لأن الشريعة هي المدخل للحقيقة، رغم كل الاتهامات التي صاغها الناس وصاغها الفقهاء ضد التصوف باعتبار أنه يسقط الشريعة، على الأقل في ابن عربي، يمكن الدكتور يوسف يقول لنا عن «الجيلي»، إسقاط الشريعة هو محض اتهام.
الوجود والعدم ثنائية اخرى تختفي من الفكر، ليس هناك عدم، ولا يمكن أن نسمي عدم الظهور عدما، بما أن كل الموجودات كامنة. أيضا يخرج الفكر الصوفي عن نسق الواجب والممكن، والمحال، هذه الثلاثية يستبدل بالممكن - طبعا ابن عربي أحيانا يستخدم لغة الممكن - الكامن، فالكامن موجود، ولكنه موجود في كمون. وهنا طبعا يستعير ابن عربي أن القرآن حين يتحدث في
كن
إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (36/يس: 82) يقول لمن؟ لا بد أن القول «كن» تتوجه على سامع، وهو ما أطلق عليه المعتزلة - وإن كانت هذه الفكرة ليست واضحة في الفكر المعتزلي - الوجود في العدم، الوجود العدمي. هذا مستوى وجود، وجود عدم الظاهر، لهذا الوجود تتجه الكلمة الإلهية، الكلمة الإلهية أيضا «كن» ليست مكونة من حرفين الكاف والنون؛ لأن ابن عربي يريد أن يلغي كل أنواع الثنائيات، إنما هي في الأصل «كون»، الأصل اللغوي «كون»، اختفت الواو لالتقاء الساكنين، فالواو كامنة؛ لأن كل شيء في الوجود يعتمد على هذه الثلاثية في الوجود الذات الإلهية، الموجودات في العدم، وعلاقة الكلمة كن، الذات الإلهية تتجلى بفعل هذه الكلمة، وتتجلى فتظهر الموجودات.
كل شيء يحتاج إلى هذه العلاقة الثلاثية، حتى في اللغة، اللغة يقول ابن عربي: هي علاقة إسناد، فهناك المسند والمسند إليه والعلاقة. المسند يحتاج إلى المسند إليه، والمسند إليه يحتاج إلى المسند، والعلاقة تحتاج إلى كليهما، الظاهر والباطن. ما الذي يربط هذه العلاقة بين الظاهر والباطن؟ الذي يربط هذه العلاقة هو الروح. أحيانا ابن عربي يسميها الروح الساري في الذراري، ويقصد بها الروح الإلهية، النفخة الإلهية، إنها سارية في كل شيء.
القدم والحدوث: هذه المشكلة، هل العالم قديم أم محدث؟ هل العالم قديم في علم الله؟ وكيف ينبثق المحدث عن القديم؟ هذا سؤال الفلاسفة. ابن عربي لجأ إلى مفهوم الخيال، الخيال المتصل، البرزخ الأعلى، برزخ البرازخ. وهو مفهوم على درجة عالية من التعقيد، وعلى درجة عالية من التدقيق أيضا. لا يستوي مفهوم البرزخ بالعلم الإلهي. إنه أكثر تعقيدا من مفهوم العلم الإلهي كما طرح عند المتكلمين، وأحيانا يلخص هذا البرزخ في حديث «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا». هذا معناه عند ابن عربي أننا كلنا نعيش في عالم البرزخ. إن كل ما نراه ونشاهده ونقوم به هو أحلام تحتاج إلى التأويل، وإن هذا التأويل يحدث حينما ننتبه، حينما نموت. من هنا يسعى الصوفي إلى الموت، إلى الموت وهو يتنفس، الذي يسمونه الفناء. والدكتور حسن حنفي عامل موسوعة كبيرة جدا اسمها من الفناء إلى البقاء.
المحكم والمتشابه: ثنائية أخرى في الفكر القرآني، هذه الثنائية لا توجد هناك في كل محكم متشابه، وفي كل متشابه إحكام، وابن عربي لغوي دقيق، يأخذ الآية التي أخذها المعتزلة؛ لأنها دليل المحكم
ليس كمثله شيء وهو اللطيف الخبير ، يقول إنها تتراوح بين النفي والإثبات، ذلك أن
ليس كمثله شيء ، جعلت كأن الله شيء كالأشياء، لكنه شيء لا يشبهه شيء آخر. هذا هو النفي، نفي الشيئية. لكن نجد
وهو اللطيف الخبير
अज्ञात पृष्ठ