इस प्रकार ज़रथुस्त्र ने कहा: कोई के लिए और कोई के लिए नहीं पुस्तक
هكذا تكلم زرادشت: كتاب للكل ولا لأحد
शैलियों
وللشجاعة أيضا فضيلة ردع الدوار المستولي على الرءوس حين تحدق في الأعماق، وما من موقف للإنسان لا هاوية تحته وما عليه إلا أن يحدق ليرى المهاوي من أي موقف في مواقفه.
إن الشجاعة خير ما يقتل فإنها تقتل الإشفاق أيضا، وما من هاوية أبعد قرارا من الإشفاق؛ لأن نظر الإنسان ليذهب وهو يسبر الآلام إلى أقصى مدى يبلغه عند سبره الحياة نفسها.
إن خير ما يقتل إنما هي الشجاعة إذا هاجمت؛ لأنها ستتوصل أخيرا إلى قتل الموت نفسه؛ لأنها تقول في ذاتها: «يا للعجب! أهذا ما كانت الحياة؟ إذن لأرجعن إليها مرة أخرى.» إن في مثل هذه العقيدة أشد حداء يدفع إلى الإقدام، من له أذنان سامعتان فليسمع.
2
واستوقفت القزم قائلا: يجب أن يبقى أحدنا ويفنى الآخر. إنني أنا الأقوى؛ لأنك لا تدرك أعمق أفكاري، وما أعمقها إلا فكرة لا قبل لك باحتمالها. فارتمى القزم عن كتفي فخف حملي، فإذا بهذا القزم يجلس القرفصاء على حجر أمامي، وإذا نحن تجاه باب كأنه وجد صدفة هناك فقلت لرفيقي: انظر إلى هذا الباب فإن له واجهتين، وهنا ملتقى مسلكين لم يبلغ إنسان أقصاهما؛ أحدهما منحدر يمتد إلى أبدية، والآخر مرتفع يمتد إلى أبدية أخرى، والمسلكان يتعارضان متقاطعين عند هذا الباب، وقد كتب اسمه على رتاج واحد «الحين».
فقلت: أتعتقد أيها القزم أن من يتوغل في أحد هذين المسلكين يبقى معتقدا بأن اتجاه أحدهما معارض لاتجاه الآخر؟
فقال القزم بازدراء: إن كل اتجاه على خط مستقيم إنما هو اتجاه مكذوب فالحقيقة منحرفة؛ لأن الزمان نفسه خط مستدير أوله آخره.
فأجبته قائلا: لا تستخف بالأمر أيها الروح الكثيف، وإلا غادرتك فتعطب رجلك حيث أنت، ولا تنس أنني أنا حملتك إلى الأعالي. تفكر في «الحين» الذي نحن فيه الآن، فإن من بابه يمتد سلك أبدي لا نهاية له متراجعا إلى الوراء، فإن وراءنا أبدية يا هذا.
أفما كان لزاما على كل شيء معزز بمعرفة السير أن يجتاز هذا المسلك فيما مضى؟ أفما تحتم على كل شيء له طاقة الوصول أن يكون قد وصل فيما مضى فأتم سيره وعبر؟
وإذا كان كل موجود الآن قد وجد من قبل فما هو اعتقادك في هذا الحين؟ أفما كان لهذا الباب وجود سابق؟
अज्ञात पृष्ठ