وكانت سمية قد صحت وتحققت أنها فازت بحبيبها وأنها نجت من أبيها فثبتت بصرها في حسن، وثبت هو بصره فيها، واكتفيا بتفاهم اللواحظ، ثم قال لها: «إلى أين تودين الذهاب، وأين نقيم؟»
فأجابه أبو سليمان على الفور: «تقيمان عندنا بالمدينة.»
فقال حسن: «لقد أذكرتني أمر رملة، هل أتيت بالكتاب من خالد إلى ابن الزبير؟ وكيف حصلت على هذا الأمر من عبد الملك؟»
فقص عليه سليمان قصة سعيه في ذلك الأمر على يد خالد، ثم قال: «وأما ابن الزبير فقد جئته بالكتاب ولكنه وا أسفاه عليه قتل ولا ندري ما تم بأهله.»
فقال: «أهله في مأمن بمكة، وقد صرح لهم قبل موته بقبوله مصاهرة خالد. وبعد عودتنا إلى المدينة سأبعث عبد الله إلى خالد بالخبر ليبعث من يحمل رملة إليه.»
ثم التفت إلى ليلى وقال لها: «لن أنسى لك جميلك ما حييت، ويكفي أنك كنت سببا لبقاء سمية كما كان العم سليمان سببا لبقائي.»
فقالت ليلى: «لا فضل لي في ذلك وقد فعلته لأني جربت هذا العناء وعرفت شقاء المحبين وجهادهم، ولا أظن أحدا من هؤلاء أدرك من حالكما ما أدركته.» قالت ذلك وشرقت بريقها.
فأدرك حسن أنها تشير إلى قصتها مع توبة، فشكر الله وسكت حتى لا يثير عواطفها.
ثم وقف أبو سليمان وقال: «كل ذلك بتدبير العزيز الحكيم، وكل شيء يجري بقضاء من الله - سبحانه وتعالى. هلم بنا الآن نستعد للرحيل.»
فلما تحققت سمية قرب سفرها التفتت إلى هند بنت النعمان زوجة الحجاج وقالت: «أرجو أن يوفقك الله إلى سبيل تنجين به كما نجوت أنا.»
अज्ञात पृष्ठ