قالت: «أفعل إن شاء الله. ولكني أخاف من وجهك فإنه مشئوم.»
قال: «وأكثر من مشئوم، فإن أمي ولدتني ليلة قبض النبي
صلى الله عليه وسلم . وفطمت ليلة مات أبو بكر، وبلغت الحلم ليلة قتل عمر، وزففت إلى أهلي ليلة قتل عثمان، وولد لي يوم قتل علي!»
فضحكت عزة لخفة روحه وقالت له: «أرجو ألا يكمل شؤمك علينا الليلة، فامض أعزك الله وافعل ما قلته لك.»
نزل طويس، وبعد قليل نزلت عزة وسمية ودخلتا القاعة المعدة لاستقبال الأضياف. وجلست عزة على مقعد، والأرض مفروشة بالطنافس وحولها الوسائد وقد أوقدت فيها الشموع. وجلست سمية بجانبها وعادت إلى هواجسها. وأما طويس فإنه تناول دفا مربعا كان معلقا على الحائط بين طائفة من الأعواد والمزاهر والدفوف. ورماه في حجر عزة.
فقالت: «ويلك! ماذا تريد؟»
قال : «بأبي أنت وأمي، أريد أن أسمع غناءك.»
قالت: «تمهل يا طويس ريثما أستريح.»
وفيما هي تكلمه سمعت هدير الجمال بقرب باب البستان، فقالت: «انظر يا طويس من جاءنا الليلة ... إني أخشى أن يكون شؤمك قد وصل إلينا.»
قالت سمية: «وأي شؤم تخافين ونحن في أمان؟!»
अज्ञात पृष्ठ