أما حسن فلما رأى الحجاج مصغيا التفت إلى من حوله من الأمراء وقال: «أشهدكم على أن دم الخائن مهدور أيا كان!»
فقال عرفجة: «ما الخائن إلا أنت.»
فتجلد حسن حتى ملك نفسه ونظر إلى عرفجة وقال له بصوت هادئ: «من الخائن منا يا عرفجة؟ أأنا الخائن وأنت الأمين الصادق في خدمة أمير المؤمنين؟»
قال: «وهل في ذلك شك؟»
قال: «وماذا تقول في الكرسي؟»
فلما سمع عرفجة لفظ الكرسي ارتعدت فرائصه وبدت البغتة في وجهه، ولكنه تجاهل ولجأ إلى المغالطة، قال وهو يضحك ويظهر الاستخفاف: «أي كرسي؟ لا شك في أنك تهذي.»
فقال حسن: «أنسيت الكرسي ولهيب ناره يلفح وجهك! أفلم تدرك أي كرسي أعني يا عرفجة؟!»
فتحقق عرفجة اطلاع حسن على حرق الكرسي، ولكنه استغرب ذلك وأنكره وعاد إلى محاولته المغالطة فقال: «ما بالك تهذي يا رجل؟ وأي كرسي تعني؟»
وكان الحجاج ينظر في عيني عرفجة، فلم يخف عليه أنه في ورطة، وبقي صامتا يصغي. فقال حسن: «ألم تفهم أي كرسي يا عرفجة؟ هو كرسي المختار بن أبي عبيد الذي كلفتموني لعنه الآن!»
فازداد تغير وجه عرفجة وقال: «وما شأنه؟ وما علاقة المختار بما تقول؟»
अज्ञात पृष्ठ