قلت: اختلف في محل ابتداء التلبية، وقد أوضح ابن عباس رضي الله عنهما السبب في ذلك حيث قال : (( خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجا، فلما صلى بمسجده بذي الحليفة ركعتين أهل، فسمع ذلك أقوام فحفظوا عنه.ثم ركب، فلما استقلت به ناقته أهل، فأدركه أقوام فحفظوا عنه، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتونه أرسالا، فسمعوه حين استقلت به ناقته، فقالوا: إنما أهل حين استقلت به ناقته، ثم مضى فلما علا شرف البيداء أهل، فأدركه أقوام فقالوا: إنما أهل رسول الله عليه وآله وسلم حين علا شرف البيداء، ولعمر الله لقد أوجب في مصلاه، وأهل حين استقلت به راحلته، وأهل حين علا شرف البيداء.)) انتهى. فيسن كل ذلك.
وندب الجهر بالتلبية، في الجامع الكافي روى محمد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قيل له: أي الحج أفضل قال : (( العج والثج )). وفي شرح التجريد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (( أتاني جبريل وأمرني أن آمر أصحابي ومن معي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية ))، أو قال: بالإهلال. وعن زيد بن خالد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (( أتاني جبريل فقال: إن الله يأمرك أن تأمر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية، فإنها من شعار الحج )). أخرجه أحمد وابن ماجه وابن حبان والحاكم، ولها طرق مستوفاة في البسايط.
وندب استمرار التلبية في الحج إلى رمي جمرة العقبة بأول حصاة. بذلك اتفقت الروايات عنه صلى الله عليه وآله وسلم وفي العمرة إلى استلام الحجر كما يأتي.
पृष्ठ 28