ومن يزرع الصحرا يليق به العطب
جدير بمثلي أن يرى الكون قائما
عليه وأحرى يا زمان به الندب
فقد كنت أعمى أجهل الدهر طائشا
يخادعني أهل الوشاية والصحب
وهذه الأبيات، بناء على ما ذكره حافظ في اعترافاته، تخص الأميرة فيزنسكي. وفيها يقول إن آماله في الحياة والحب قد انتهت، بانتهاء علاقته بفيزنسكي، وأصبحت مشاعره متضاربة. فلا البعد عنها يشجيه، ولا القرب منها يشجيه! لدرجة أن ضميره مات، فلا ينفع فيه طب ولا دواء مهما حاول الطبيب إحياء هذا الضمير! ويطالب بعد ذلك بالكف عن عتابه، فما نفع العتاب في جسد ميت بلا روح ولا ضمير، وما نفع الصياح أو الصراخ في إنسان فاقد لحاسة السمع! فكفى بهذا الإنسان خداع الغير، فقد لاقى الصدق، وظنه صدقا صافيا، فوجده صدقا حالك السواد! وعلى هذا المنوال يسير حافظ في أبياته، مستشهدا ببعض الأمثلة التراثية، والأمثال الشعبية، والأقوال المأثورة، ليثبت بها أنه الضحية، وأنه المظلوم المخدوع!
وفي قصيدة أخرى، يقول:
5
وما أنا ذو ذعر وما أنا خائف
ولكن حكم الحب في أهله صعب
अज्ञात पृष्ठ