हफावत नादिरा
الهفوات النادرة من المغفلين الملحوظين والسقطات البادرة من المغفلين المحظوظين
अन्वेषक
صالح الأشتر
प्रकाशक
منشورات مجمع اللغة العربية بدمشق
शैलियों
अलंकार
٣٢٠ - وحدث القاضي أبو علي قال: حدثنا أبو علي محمد بن الحسن بن جمهور البصري الكاتب قال: كنت أكتب لأبي الفضل بن علان بن إسماعيل، وهو عامل أرجان، ولحقته حمى ربعًا، فقيل له يومًا: قد ورد أبو المنذر النعمان بن عبد الله متوجهًا إلى أرجان، ومتقلدًا لها، وهو قريب منك، فخرج في غد نستقبله ونقضي حقه! فقال: كيف أعمل وغدًا نوبة الحمى، ولا أتمكن فيه من الحركة، وفكر ساعة ثم قال: الرأي أن أحم اليوم وأركب غدًا، هات يا غلام الدواج فأحضره وقام وألقاه عليه، وأخذ يترعد ويتحمم بجهله وتخلفه.
٣٢١ - قال الرئيس أبو الحسين والدي ﵁: حدث أبو محمد الحسن بن محمد الصلحي قال: قال لي المطيع لله، وقد كتبت له، وأنا أماشيه وأحادثه، عرفت خبري مع إسماعيل؟ يعني أبا علي بن الحبان صاحبه، قلت لا يا مولانا قال: قال لي منذ أيام في عرض حديث: عرفت ما يقول هؤلاء الروافض ويبتدعون فيه وقتًا بعد وقت؟ قلت: مثل ماذا؟ قال يقولون إنه لا يقطع الصلاة إلا كلب أو هاشمي! فضحكت تعجبًا من حمقه وجهله، وقلت بلغتني هذه الحكاية على خلاف ما حكيتها، قال: كيف؟ قلت: لا يقطع الصلاة إلا كلب وابن حبان!
٣٢٢ - وحدثني الرئيس أبو الحسين ﵁ أيضًا قال: خرج قوم من الديلم إلى إقطاعهم في أيام معز الدولة فظفروا في طريقهم باللص المعروف بالفراتي في بستان، فأخذوه وحملوه إلى الوزير أبي محمد المهلبي، فتقدم بإحضار أبي الحسين أحمد بن محمد القزويني كاتب بكج الأحمر مملوك معز الدولة، وقد رد إليه النظر في الشرطة ببغداد، فلما حضر قال له المهلبي: هذا الفراتي اللص العيار الذي عجزتم عن أخذه وكف أذاه عن الناس، إذ قد أسعر بغداد بالكبسات والعملات وقتل النفوس ونهب الأموال، فخذه واكتب خطك بتسليمه، فقال: السمع والطاعة لما يأمر الوزير، لكنه يقول: ثلاثة وهذا واحد! وكان المهلبي أحضر العيار بين يديه ليسلمه إليه فكتب أكتب خطي بتسليمي ثلاثة؟ فقال له: من قال لك اكتب بثلاثة؟ فقال الفراتي اللص العيار ثلاثة وهذا واحد، فقال له: يا هذا هذا العدد وصف لهذا الواحد، فاكتب وأمسك واستر هذا العقل عليك وعلى مستكتبك، ودفع إليه دواة فكتب: "يقول أحمد بن محمد القزويني كاتب بكج الأحمر فتى معز الدولة: تسلمت من حضرة سيدنا الوزير أطال الله بقاءه ما أحمل إلى صاحبي اللص العيار الفراتي ثلاث هم واحد رجل" وكتب بخطه في التاريخ! فضحك الوزير وقال لأبي الفرج بن داذيشوع النصراني كاتب الفتك: قد صحح القزويني مذهبكم في تسلم هذا اللص! فقال نعم يا سيدنا وصحح تخلفه أيضًا.
1 / 80