فقاطعها: لا داعي للأحلام يا أم حسني، أريد عروسا.
فتهلل وجهها وهتفت: يا ألف نهار أبيض .. - عروس مناسبة .. - ما أكثرهن! - لي شروط يا أم حسني ، افهميني جيدا .. - عندي البكارى والثيب، مطلقات وأرامل، الغنيات ومن هن على باب الكريم ..
فقال بصوت حاسم: أبعدي فكرك عن حارتنا، عن حينا كله ..
فتساءلت بحيرة: ما هي أفكارك يا بني؟ - أريد عروسا من أسرة كريمة .. - عندك المعلم حسونة صاحب المطحن البلدي ...
فقاطعها بنفاد صبر: لا تفكري في حينا، عليك بالأسر الكريمة .. - تقصد؟ - الأعيان .. كبار الموظفين .. أصحاب السلطة.
بهتت المرأة كأنما تسمع عن عالم فلكي جديد. - الظاهر أنه لا حول لك في هذا المجال.
فقالت بيأس: تفكيرك غريب يا بني .. - ليكن .. - لا حول لي كما قلت ولكني أعرف أم زينب الخاطبة بالحلمية. - عليك بها، وعند التوفيق سأعاملك كما لو كنت صاحبة الفضل الأول ..
وهي تضحك: أنت بخيل يا سي عثمان. - يا ولية يا ظالمة، هذا وعد مني، ورحمة أمي .. - ربنا يوفق. - ليس من الضروري أن تكون بكرا، لتكن أرملة .. مطلقة .. عانسا .. لا يهمني الجمال - ولكن لتكن مقبولة - ولا يهمني السن ولا المال.
هزت المرأة رأسها في حيرة فقال: عن الوظيفة والدرجة والشهادة فليرجعوا إلى الوزارة، أما ...
وسكت قليلا ثم استطرد: أما الأصل فيمكن القول بأن الأب كان تاجرا مثلا، هل يتحرون عن ذلك بدقة؟ - نعم .. رحم الله والديك .. - على أي حال قد يشفع لي شخصي، ولنجرب!
अज्ञात पृष्ठ