हदीत ईसा बिन हिशाम

मुहम्मद अल-मुवैलही d. 1349 AH
84

हदीत ईसा बिन हिशाम

حديث عيسى بن هشام

शैलियों

المكي :

قد جئتك أيها الأمير بالقطعة التي أمرتني بإحضارها من الكسوة الشريفة، وأتيتك بجزء من تمر النخلة المباركة التي غرستها الزهراء البتول بيدها الكريمة.

الشيخ العالم (بعد أن ذاق التمر واستطابه) :

إيه إيه صدقت أيها الرجل ومن كان صائما فأفطر على تمر المدينة كتبت له الجنة.

قال عيسى بن هشام: فرأيت الباشا يتأفف بجانبي ويزمجر، ويتململ ويتضجر، ويهم بأن يتكلم، فالتفت صاحب الدار عند ذلك إلى البيطار يسأله عن شأن هذا المتأفف المتضجر، فتقدمت له بشرح القصة على الحاضرين، وذكرت خروج الباشا من القبر ورجوعه إلى الدنيا، فمنهم من صدق ومنهم من كذب، فتنحنح الشيخ العالم، وأشار فيهم بإشارة الاستماع ثم اندفع يقول:

الشيخ العالم :

اعلموا أنه ليس للمعجزات حد ولا للخوارق حصر، ولا تنكروا على الرجل حياته بعد موته، فليس من حسن اليقين، أن ننكر بعث الدفين، والرجوع إلى الدنيا بعد الفناء أمر معلوم بلا امتراء، تخص القدرة به من تشاء، ببركة الأصفياء والأولياء، وأقرب ما أستشهد لكم به على ذلك من كتاب «مناقب تاج الأولياء وبرهان الأصفياء للقطب الرباني والغوث الصمداني السيد عبد القادر الكيلاني» ما أرويه لكم بحرفه ونصه:

ذكر في «رسالة حقيقة الحقائق» أن امرأة غرق ولدها في اليم وجاءت إلى الغوث الأعظم وقالت: إن ولدي غرق في البحر، واعتقادي جازم بأنك تقدر على رد ولدي إلي حيا، فقال لها رضي الله عنه: ارجعي إلى بيتك تجدي ولدك في بيتك، فراحت ولم تجده، فجاءت ثانية وتضرعت، فقال لها الغوث أيضا: ارجعي إلى بيتك تجدي ولدك في بيتك، فراحت ولم تجده، فجاءت ثالثة بالبكاء والتضرع، فراقب الغوث وانحنى برأسه ثم رفع رأسه فقال لها: ارجعي إلى بيتك تجدي ولدك في البيت، فراحت ووجدت ولدها في البيت، فقال الغوث الأعظم بطريق المحبوبية: يا رب لم أخجلتني مرتين عند تلك المرأة؟ فجاءه الخطاب من الملك الوهاب: إن كلامك حين قلت لها كان صدقا، ففي المرة الأولى جمعت الملائكة أجزاءه المتفرقة وفي المرة الثانية أحييته وفي الثالثة أخرجته من اليم وأوصلته إلى دارها، فقال الغوث: يا رب خلقت الأكوان بأمر «كن» ولم يسبق زمان ولا آن وفي وقت البعث تجمع أجزاءها المتفرقة التي لا نهاية لها وتحشرهم في طرفة عين، وجمع أجزاء جسد واحد وإحياؤه وبعثه إلى دارها شيء جزئي، فما الحكمة في هذا التأخير؟ فجاء الخطاب من الرب القدير: اطلب ما تطلب فقد أعطيناك عوضا من انكسار قلبك، فتضرع الغوث ووضع وجهه في التراب، وقال : يا رب أنا مخلوق فبقدر مخلوقيتي يليق بي الطلب، وأنت خالق فبقدر عظمتك وخالقيتك يليق بك العطاء، فجاءه الخطاب: كل من يراك يوم الجمعة يكون وليا مقربا، وإذا نظرت إلى التراب يكون ذهبا، فقال: يا رب ليس لي نفع من هذين أعطني شيئا أعظم منهما ويبقى بعدي لينفع في الدارين، فجاء الخطاب من الله العزيز القدير: جعلت أسماءك مثل أسمائي في الثواب والتأثير، ومن قرأ اسما من أسمائك فهو كمن قرأ اسما من أسمائي.

وروي فيه أيضا عن السيد الشيخ الكبير أبي العباس أحمد الرفاعي - رضي الله عنه - قال: «توفي أحد خدام الغوث الأعظم وجاءت زوجته إلى الغوث فتضرعت والتجأت وطلبت حياة زوجها، فتوجه الغوث إلى المراقبة فرأى في عالم الباطن أن ملك الموت - عليه السلام - يصعد إلى السماء ومعه الأرواح المقبوضة في ذلك اليوم، فقال: يا ملك الموت قف وأعطني روح خادمي (وسماه باسمه)

فقال ملك الموت: إني أقبض الأرواح بأمر إلهي وأؤديها إلى باب عظمته، كيف يمكنني أن أعطيك روح الذي قبضته بأمر ربي؟ فكرر الغوث عليه إعطاء روح خادمه إليه فامتنع من إعطائه وفي يده ظرف معنوي كهيئة الزنبيل فيه الأرواح المقبوضة في ذلك اليوم، فبقوة المحبوبية جر الزنبيل وأخذه من يده فترفقت الأرواح ورجعت إلى أبدانها، فناجى ملك الموت - عليه السلام - ربه وقال: يا رب أنت أعلم بما جرى بيني وبين محبوبك ووليك عبد القادر فبقوة السلطنة والصولة أخذ مني ما قبضته من الأرواح في هذا اليوم، فخاطبه الحق جلا جلاله: يا ملك الموت إن الغوث الأعظم محبوبي ومطلوبي لم لا أعطيته روح خادمه وقد راحت الأرواح الكثيرة من قبضتك بسبب روح واحد، فتندم هذا الوقت.»

अज्ञात पृष्ठ