हदीत ईसा बिन हिशाम

मुहम्मद अल-मुवैलही d. 1349 AH
78

हदीत ईसा बिन हिशाम

حديث عيسى بن هشام

शैलियों

قال عيسى بن هشام: ودعاني الباشا للسير معه، وهو يكفكف دمعه، وتبعنا البيطار من خلفنا بخطاه الثقيلة، وعصاه الصقيلة، فقد صقلها طول التوكؤ والاستعمال، وتعزى بها في السير والانتقال، عن ظهور الخيل ومتون البغال، إلى أن وقفنا عند أحد القصور الكبيرة، من الفنادق الشهيرة فهال الباشا ما رآه من ضخامة البناء، وفخامة المنظر والرواء، وما لقيه من أدب الخدم والأعوان، ورشاقة الوصفاء والغلمان، فتخيل أننا أخطأنا الأبواب والمداخل، فدخلنا بيتا من بيوت الوكلاء أو القناصل، وتقدمت للسؤال والاستخبار، وقد خلفنا البيطار في الانتظار، فدلنا أحد الخدم على رقم المكان الذي يسكنه الأمير، وبعد طول التردد والتفكير، فما وصلناه حتى دفع الباشا بيديه دفتي الباب، لم يلتفت لطلب إذن ولا لرجع جواب، فوجدنا أمامنا جماعة من أولاد الأمراء، وأعقاب الكبراء، مختلفين في الجلوس، حاسرين عن الرءوس، ففريق منهم عاكفون على لعب القمار، وفريق ينظرون في صور خيل المضمار، ومنهم جماعة قد استداروا بامرأة نصف لا عجوز شوهاء،

1

ولا فتاة حسناء، تجتلب الحسن بإفراط التأنق والتفنن في وجوه التصنع والتزين، فيكاد يضيء وجهها بسنا العقود والقلائد، ويتلألأ جبينها بلألاء الجواهر والفرائد، وفي وسط المكان مائدة عليها صنوف الراح، في الأباريق والأقداح، وبجانبها منضدة،

2

عليها آنية منضدة، وفوقها الدواة والقرطاس، وبراعة مرصعة بالماس، وكتب أعجمية موشاة بالذهب، لا أدري إن كانت في اللهو أم في الأدب، وعلى الأرض أوراق أحكام منشورة، وجرائد تحت الأقدام منثورة، لم يفضض عنها «ظرف»، ولم يقرأ منها حرف، وسمعناهم يتراطنون جميعا بلغات أجنبية، دون اللغة التركية أو العربية، إلا ما كان من أسماء الخيول العربية بعد أن يبدلوا القاف بالكاف، وينطقوا بالحاء كالهاء، ولما رأونا ظهر منهم العبوس والقطوب، وبدا عليهم انقباض الصدور والقلوب، وانبرى من جانب المرأة شاب فأسرع نحو الباب فخاطبنا بعبارة فرنسية ولثغة باريسية:

الشاب :

كيف ساغ لكما الدخول بغير إذن؟

عيسى بن هشام :

دعا إلى ذلك شوق الوالد إلى رؤية ذريته.

الشاب :

अज्ञात पृष्ठ