الوزير :
ألا تزال تحاول مداورتي؟ لم أطلع وحسب، بل تدخلت في صالحك، وهذه وثائق الدعاوى أقيمت عليك، وما أراه تلك الوثائق حتى اصفر وجه الأستاذ، وارتبك ولم يعد قادرا على الكلام، فاستمر الوزير في حديثه بلهجة الظافر الواثق وقال: من هو الذي أغراك بالمجيء إلى العاصمة؟ لم يكن سوى رسول من قبلي، ألم يكن فلانا؟ ثم قام أتباعي بالدعاوة لك، ومهدت لك طريق الاجتماع بجلالته، وكنت ذكيا جدا بالاستيلاء على شعوره وأفكاره، ومن استطاع أن يجمع يستطيع أن يفرق، ولا سيما حين تكون هذه الوثائق في حوزته، إنك قد حققت ظني بك وحققت ظن شداد، فلنتصارح ولنتعاون إذا كنت لا تزال على طموحك في الثروة والوجاهة والنفوذ، وإلا فاذهب إلى بلدك لا يعرف أحد منك شيئا.
الأستاذ :
هه هه هيه، على رسلك يا هذا، وهل أنت من ملائكة السماء أم من قديسي الأرض؟ أتظن أن من أرسلتهم لاغتيال فلان وفلان قد كتموا سرك، ولم يخبروا به أحدا؟ أو تظن أنك في احتيالاتك ورشواتك بعيد عن أعين الرقباء؟ وهل في تشجيعك للمحاسيب والأقارب والمقربين على مخالفة القوانين خير لهذا البلد؟
الوزير :
وما لك تحاول رد التهم بخلق التهم؟ إنها لمراوغة جبان.
الأستاذ :
بل هي مدافعة عن الذات، وإنني أملك الوثائق، والله إنني جمعت ما يثبت آثامكم جميعا، أنتم حاشية الملك، ولم يعجزني سوى وزير الميسرة وقائد الجيش والمشير الأول، وسأجد لهم ما يلوثهم ولو في أجواء حياتهم الخاصة، فاطمئن، وما دمنا يعرف كل منا الآخر فلم المداورات وإضاعة الوقت؟! نعم، فلنتعاون.
الوزير (وقد افتر ثغره وبدا ضعفه خبيثا لئيما) :
ألا نتبادل الوثائق ونحرقها؟
अज्ञात पृष्ठ