ويتوارى مجرى برهما بوترا الأعلى في البقاع غير المرودة
5
التي يحجزها عن الحضارة جو هائل فظلت الملجأ الأخير للهمجية في ذلك القسم من العالم، ومما ذكرناه، في الفصل الذي وصفنا فيه أقطار الهند، أنه لا ينزل في أي قسم من العالم القديم مطر ثجاج
6
كالذي تنزله رياح الجنوب الموسمية إلى آسام، فما ينشأ عن هذا المطر من الرطوبة المرهوبة الموجبة للنبات الأشعث والعفونة القاتلة يحمي استقلال سكان آسام العليا المتوحشين، بيد أن صولات الطبيعة هذه مشئومة على هؤلاء، فهم إذا كانوا يتقهقرون يوما فيوما إلى أشد أراضيهم وباء وأقلها صلاحا للزراعة ينقص عددهم بلا انقطاع فيزولون أمام حضارة تمنعهم جبلتم الدنيا من ملاءمتها على الدوام.
شكل 2-2: جماعة من الكول «همالية»، «وادي بياس الأعلى».
وجميع تلك القبائل «الآبور والمشمي والسنغبور» المقيمة بضفاف برهما بوترا والقبائل «الناغا والغارو والكهاسيا» المقيمة بالجبال الواقعة على الضفة اليسرى من ذلك النهر ذات مثال واحد تقريبا وهي فروع لعرق واحد.
ويصعب تعيين هذا العرق، ويلوح لنا، مع ذلك، أنه أقرب إلى الفصيلة المغولية منه إلى الفصيلة الملايوية، فما تراه فيه من ملامح الوجوه وانخفاض الأنوف وغلظ الشفاه وازورار
7
العيون واسوداد الشعور السندرية
अज्ञात पृष्ठ