والهند بلاد فقيرة في المراعي ومن ثم في المواشي، وتكون جمالها وخيلها وبقرها وجواميسها أهلية، وتتصف أفراسها بالقصر، ولا تربى الضأن فيها إلا من أجل لحومها وألبانها، ويكره الهندوس الخنزير، وفي الهند ما في أوروبا من الدواجن، وفي أنهارها أسماك صالحة للأكل، وفي أحواض نل غيري أنواع سمك جديدة أدخلت إليها لتكثر فيها.
وتتكاثر القردة في الهند فتعد نكبة على الفلاحين؛ لإتلافها مزروعاتهم، ولدخولها بيوتهم بوقاحة، وسلبها ما يطيب لها من أموالهم، وما يكنه الهندوس من الاحترام للقرد هنومان يحول دون دفاعهم ضد القردة الثقيلة، والقردة جعلت بعض مدن الهند، كمترا مثلا، غير صالحة لسكنى الأوربيين، وبلغت القردة في بنارس من مضايقة السكان وقلة الحياء في السنوات الأخيرة ما نفيت معه إلى الضفة الأخرى من نهر الغنج.
وتشتهر طيور الهند بجمال ريشها، وتقل المغردة منها، ويحترمها زراع الهند لإبادتها الحشرات، ويراعي سكان المدن الهندية النسور والعقبان؛ لإزالتها المواد الحيوانية العفنة، وإصلاحها الطرق والشوارع بذلك، وتتصف ببغاوات الهند بالحسن والكثرة. (3) المعادن
صورت الهند في أقاصيص السياح المبالغ فيها، وتمثلت لخيالات الغربيين الملتهبة معدنا لا ينفد من الحجارة الثمينة، فلاحت الهند الواسعة مشتملة على مثل ما يتدحرج في مجاري جزيرة سيلان، وما يرصع فدرها
13
البلورية من الياقوت واللازورد والزمرد والعقيق، فيجب حذف كثير من هذه المبالغات بوضع الأمور في نصابها.
أجل، احتوت الهند على مناجم غنية بالألماس، ولكن هذه المناجم نفدت منذ زمن طويل تقريبا، وكانت مناجم سنبل بور الواقعة في وادي مهاندي ووادي كرنول بالجنوب تستغل إلى أوائل هذا القرن، وتخرج مناجم غولكوندا ما لا قيمة له من الحجارة مع إثارة اسمها في الذهن صور ما يعشي الأبصار من أنوار الحجارة الكريمة ومع ما كان يزهى الأمراء به.
وفي جبال أراولي الجمست،
14
وفي ميوار المهو،
अज्ञात पृष्ठ